بين حين وآخر يدور نقاش حول مضار مزعومة للحليب، وأن تناوله في الحقيقة مضر بالصحة، فما مدى مصداقية هذه المزاعم؟ وهل الحليب فيه سم قاتل؟ الجواب في هذا التقرير.

ما فوائد الحليب للإنسان؟

الحليب مصدر ممتاز للفيتامينات والمعادن، وخاصة الكالسيوم، له دور مهم في صحة العظام، وذلك وفقا لموقع بيتر هيلث التابع لحكومة ولاية فيكتوريا في أستراليا.

التوقيت المناسب لتناول اللبن على وجبة الإفطار

ومن فوائد الحليب للصحة:

السيطرة على الشهية

لم يتم ربط شرب الحليب بزيادة الوزن أو السمنة، وقد يساعد في كبح الشهية. وأظهرت دراسة أجريت عام 2013 على 49 شخصا أن منتجات الألبان ساعدت الأشخاص على الشعور بالشبع وتقليل كمية الدهون التي يتناولونها بشكل عام، وذلك وفقا لتقرير في موقع هيلث لاين.

كما أظهرت بعض الدراسات أن تناول منتجات الألبان كاملة الدسم يرتبط بانخفاض وزن الجسم، في حين أظهر البعض أن تناول الألبان بشكل عام قد يمنع زيادة الوزن.

تطور العظام

قد يساعد الحليب في تحسين الوزن وكثافة العظام لدى الأطفال، وفقا لدراسة أجريت عام 2016، كما أنه يقلل من خطر الإصابة بالكسور في مرحلة الطفولة.

وتظهر الأبحاث أن النساء الحوامل -اللاتي تناولن نظاما غذائيا صحيا يتضمن الكثير من الأطعمة الغنية بالألبان والكالسيوم- كان لديهن أطفال يتمتعون بنمو وكتلة عظام أفضل، مقارنة بالنساء اللاتي اتبعن أنظمة غذائية أقل صحية.

ويوفر الحليب أيضا البروتينات الضرورية لبناء والحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات.

ويحتوي كوب الحليب على ما يقرب من 30% من الاحتياجات اليومية من الكالسيوم للبالغين. كما يحتوي أيضا على البوتاسيوم والمغنيسيوم، وهذه المعادن مهمة لصحة العظام والأسنان.

الوقاية من مرض السكري

مرض السكري من النوع الثاني هو مرض يتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم، ووجدت العديد من الدراسات أن شرب الحليب قد يساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني، وقد يكون هذا لأن بروتينات الحليب تعمل على تحسين توازن السكر في الدم.

صحة القلب

قد تساعد دهون الحليب في رفع “مستويات الكوليسترول الجيد” (HDL)، حيث إن وجود مستويات صحية منه قد يمنع أمراض القلب والسكتة الدماغية.

بالإضافة إلى ذلك، يعد الحليب مصدرا جيدا للبوتاسيوم الذي يساعد على تنظيم ضغط الدم.

الحماية من هشاشة العظام

إذا تمت إزالة الحليب ومنتجات الألبان من النظام الغذائي، فقد يؤدي ذلك إلى عدم تناول كمية كافية من الكالسيوم، وهذا مصدر قلق بشكل خاص للنساء فوق سن 50 عاما وكبار السن، الذين لديهم احتياجات عالية من الكالسيوم.

وقد يؤدي نقص الكالسيوم إلى حالات مثل هشاشة العظام.

سرطان القولون والمستقيم

وفقا للصندوق العالمي لأبحاث السرطان، فإن الأشخاص الذين يتناولون بانتظام أكثر من حصة واحدة من منتجات الألبان يوميا (خاصة الحليب) لديهم خطر أقل للإصابة بسرطان القولون.

ضغط الدم

يرتبط تناول الحليب ومنتجات الألبان بانخفاض ضغط الدم، فعندما يتم الجمع بين منتجات الألبان قليلة الدسم مع تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات، ينخفض ضغط الدم أكثر من مجرد تناول الفواكه والخضروات.

تسوس الأسنان

يُعتقد أن الحليب ومنتجات الألبان تحمي من تسوس الأسنان.

تشمل فوائد تناول الجبن ومنتجات الألبان الأخرى لصحة الفم:

  • تقليل حموضة الفم (التي تسبب التسوس).
  • تحفيز تدفق اللعاب.
  • تقليل من تكوين البلاك.
  • تقليل حدوث تسوس الأسنان.

هل الحليب غير صحي؟

لا، الحليب صحي للغاية، ولكن هناك بعض الحالات التي يوصى فيها بتقليله.

هل الحليب فيه سم قاتل؟

لا، هذا الزعم هراء، وهو من الخرافات حول الآثار السلبية للحليب على الصحة. وإن تغيير كمية الحليب التي تشربها بسبب هذه الخرافات قد يعني أنك تقيد بدون داع هذا المشروب ذا القيمة الغذائية العالية.

كما لا تشكل منتجات الألبان مثل الحليب واللبن والجبن (وخاصة المنتجات قليلة الدسم) تهديدا للصحة الجيدة إذا تم تناولها كجزء من نظام غذائي متوازن.

هل يجب شرب الحليب يوميا؟

يوصي خبراء التغذية بتناول الحليب ومنتجات الألبان الأخرى، مثل الزبادي والجبن، يوميا كجزء من نظام غذائي متوازن.

يعني هذا أنه ليس من الضروري أن تشرب الحليب يوميا، لكن يجب أن تحصل على منتجات الألبان يوميا، وهذا يشمل الحليب والزبادي والجبن واللبنة.

العناصر الغذائية الموجودة في الحليب

يحتوي الحليب ومنتجاته على توازن جيد من البروتين والدهون والكربوهيدرات، كما يعد مصدرا مهما جدا للعناصر الغذائية الأساسية، بما في ذلك:

  • الكالسيوم.
  • الريبوفلافين.
  • الفوسفور.
  • الفيتامينات “إيه” (A) و”ب 12″ (B 12).
  • البوتاسيوم.
  • المغنيسيوم.
  • الزنك.
  • اليود.

تحتوي منتجات الألبان أيضا على “بروتينات عالية الجودة” مناسبة تماما لاحتياجات الإنسان. على سبيل المثال، تناول الحليب (أو الزبادي) مع الحبوب يمكن أن يوفر الأحماض الأمينية التي قد تكون مفقودة في منتج الحبوب.

الحليب المبستر

يتم بسترة معظم الحليب الموجود في السوق (معالجته بالحرارة ثم تبريده). في حين أن البسترة تقلل من كمية بعض الفيتامينات، مثل فيتامين “سي” (C)، إلا أنها تقتل البكتيريا أيضا.

لا تشرب أبدا الحليب غير المبستر أو الخام، حيث يزيد خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي بسبب مسببات الأمراض.

أنواع الحليب

هناك أنواع عديدة من الحليب المبستر المتوفرة في الأسواق، منها:

الحليب كامل الدسم

يحتوي الحليب كامل الدسم على نسبة حوالي 4% دهون. وبالنسبة للأطفال حتى عمر سنتين، يوصى بالحليب كامل الدسم.

الحليب قليل الدسم

يحتوي حوالي نصف كمية الدهون في الحليب قليل الدسم مقارنة بالحليب كامل الدسم. يمكن للأطفال الذين تزيد أعمارهم على سنتين شرب الحليب قليل الدسم.

الحليب خالي الدسم

يحتوي على نسبة دهون تصل إلى 0.15% كحد أقصى. وهناك بعض العلامات التجارية للحليب قليل الدسم أو خالي الدسم والتي تحتوي على فيتامين “إيه” و”دي” مضافين؛ لتحل محل الفيتامينات الموجودة بشكل طبيعي والتي يتم تقليلها عند إزالة الدهون.

حليب غني بالكالسيوم

يحتوي كوب 250 مللترا من الحليب الغني بالكالسيوم على 408-500 مليغرام من الكالسيوم.

الحليب الخالي من اللاكتوز

هذا الحليب هو نفس الحليب العادي لكن تمت إزالة اللاكتوز (سكر الحليب) لتسهيل عملية الهضم للأشخاص الذين يجدون صعوبة في هضمه.

أضرار الحليب

قد يكون لتناول الحليب بعض الآثار الجانبية المحتملة مثل:

حب الشباب

وجدت دراسة أجريت عام 2016 أن المراهقين الذين يعانون من حب الشباب يشربون كميات أكبر من الحليب قليل الدسم أو خالي الدسم. وقد تؤدي منتجات الألبان أيضا إلى ظهور حب الشباب عند البالغين.

وربطت دراسات أخرى بين حب الشباب والحليب الخالي من الدسم والحليب قليل الدسم. وقد يكون هذا بسبب تأثير الحليب على بعض الهرمونات، بما في ذلك الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين -1 (IGF-1).

لكن تبقى هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف العلاقة بين النظام الغذائي وحب الشباب.

الحساسية

يعاني ما يصل إلى 5% من الأطفال من حساسية الحليب، وفقا لتقدير بعض الخبراء. ويمكن أن يسبب تفاعلات جلدية، مثل الأكزيما، وأعراضا معوية، مثل:

  • مغص.
  • إمساك.
  • إسهال.

ردود الفعل الخطيرة الأخرى تشمل:

  • الحساسية المفرطة.
  • الصفير.
  • صعوبة في التنفس.
  • براز مدمي.

كما يمكن للبالغين أيضا أن يصابوا بحساسية الحليب.

عدم تحمل اللاكتوز

اللاكتوز هو نوع من الكربوهيدرات أو السكر الذي يوجد بشكل طبيعي في الحليب. ويقوم إنزيم موجود في الأمعاء الدقيقة يسمى اللاكتاز بتكسير اللاكتوز حتى يمكن امتصاصه في مجرى الدم.

بعض الناس لا ينتجون ما يكفي من اللاكتاز، وعندما يشربون الحليب، يتم تفكيك اللاكتوز غير المهضوم بواسطة البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة مما يسبب الغازات والانتفاخ والألم والإسهال. وتسمى هذه الحالة “عدم تحمل اللاكتوز”.

وتشير تقديرات مراجعة بحثية أجريت عام 2015 إلى أن 65 إلى 70% من سكان العالم يعانون من شكل ما من أشكال عدم تحمل اللاكتوز (سكر الحليب).

ويمكن لمعظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة إضافة كميات صغيرة من منتجات الألبان إلى نظامهم الغذائي بأمان.

شرب الحليب قبل النوم

وفقا لدراسة نقلتها صحيفة “الإسبانيول” (elespanol) الإسبانية، فإن الحليب يساعد فعلا على التمتع بنوم مريح وهادئ.

ووفق الدراسة، فإن كوب الحليب الدافئ مفيد قبل النوم بفضل مزيج من “الببتيدات” (سلسلة من الأحماض الأمينية) تسمى “الكازينات” (Caseins)، منها “تربتك كازين المائي” (Casein tryptic hydrolysate)، وتعمل على تخفيف التوتر وتحسين جودة النوم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version