توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد خسائر أسبوعية متتالية استمرت سبعة أسابيع، وهي أطول سلسلة خسائر أسبوعية في نحو خمسة أعوام – منذ عام 2018 – وذلك بفعل مخاوف زيادة المعروض.
وأوضحوا لـ”الاقتصادية”، أن الانخفاض الأخير في الأسعار دفع خام الأورال في روسيا إلى ما دون الحد الأقصى لسعر 60 دولارا الذي فرضته مجموعة السبع على الشحنات الدولية في العام الماضي وربما يكون هذا سببا في دعم أهداف مجموعة السبع.
وأوضح المحللون أن تدفقات النفط من فنزويلا وإيران عانت انخفاضا كبيرا منذ فرض الولايات المتحدة العقوبات عليهما لكن كلا البلدين شهدا أخيرا ارتفاعا طفيفا في الشحنات إلى الخارج.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي، العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” لخدمات الطاقة إن أسعار النفط ستستمر في وتيرة التقلب بعد خسائر استمرت سبعة أسابيع على التوالي بسبب زيادة المعروض من خارج “أوبك +”.
وأشار إلى أن الحجم الهائل للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على روسيا لم تنجح في الواقع في الحد من صادرات روسيا النفطية بشكل كبير ولكن حتى سقف الأسعار لم يكن فعالا في تحقيق الهدف المعلن، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك كان هو الحفاظ على تدفق النفط الروسي إلى الخارج مع الحد من الإيرادات.
من جانبه، يقول دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية إن النفط والغاز –خاصة النفط– يعد هدفا رئيسا للعقوبات الدولية، ولكن فرض عقوبات على صناعة النفط الخام في بلد معين ليس مهمة سهلة خاصة في ظل صعوبة التطبيق واتساع التأثيرات على أطراف عديدة.
وعد أن فرض عقوبات له تداعيات على واضعي العقوبات أنفسهم وأبرز مثال على ذلك ما شعرت به شركات التكرير في الولايات المتحدة عندما توقف تدفق النفط الخام الفنزويلي الثقيل.
بدورها تقول أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية أن “أوبك” تؤكد دوما أن العالم يحتاج إلى استثمارات كبيرة في جميع موارد الطاقات بما في ذلك الهيدروكربونات، وجميع التقنيات من أجل الوفاء بجميع احتياجات الطاقة لجميع الشعوب مشددة على أنه يجب أن تكون تحولات الطاقة عادلة وشاملة.
وذكرت أن تحالف “أوبك+” يسيطر على نحو 50 في المائة، من إمدادات النفط العالمية، مشيرة إلى استمرار التنسيق السعودي – الروسي حيث تشارك موسكو في قيادة تحالف المنتجين لتأكيد تعاونهما على عدة جبهات اقتصادية وجيوسياسية بما في ذلك النفط.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2 في المائة، في ختام تداولات الجمعة عقب صدور بيانات اقتصادية أمريكية دعمت التوقعات بشأن نمو الطلب، لكن كلا الخامين تكبدا سابع خسائر أسبوعية على التوالي، وهي أطول سلسلة خسائر أسبوعية في نحو خمسة أعوام –منذ عام 2018– وذلك بفعل مخاوف زيادة المعروض. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.4 في المائة، أو 1.79 دولار لتغلق عند 75.84 دولار للبرميل، في حين أغلق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 71.23 دولار للبرميل مرتفعا 2.7 في المائة، أو 1.89 دولار. وعلى أساس أسبوعي، سجل كلا الخامين خسائر 3.8 في المائة، بعد تسجيل أدنى مستوى منذ يونيو الخميس في إشارة إلى أن المستثمرين يرون تخمة في المعروض بالسوق. وما أدى أيضا إلى تباطؤ السوق صدور بيانات الجمارك الصينية، التي كشفت عن أن وارداتها من النفط الخام في نوفمبر انخفضت 9 في المائة عن العام السابق، حيث أدى ارتفاع مستويات المخزون وضعف المؤشرات الاقتصادية وتباطؤ الطلب من المصافي المستقلة إلى إضعاف الطلب. ومع ذلك، قال فيل فلين، المحلل في برايس فيوتشرز جروب، أن مكاسب الجمعة، وهي الأولى في ست جلسات، قد تكون علامة على أن السوق قد وجدت أرضية في الوقت الحالي بعد انخفاضها لست جلسات متتالية. وأظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية الصادرة نموا أقوى من المتوقع في الوظائف، وهي علامات على قوة سوق العمل الأساسية التي من شأنها أن تدعم الطلب على الوقود في أكبر سوق للنفط. وجاء ذلك في أعقاب بيانات حكومية الأربعاء أظهرت أن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي تراجع عن المتوسط الموسمي لعشرة أعوام بنسبة 2.5 في المائة، وارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 5.4 مليون برميل، أي أكثر من خمسة أضعاف التوقعات، ما أدى إلى انخفاض أسعار البنزين. واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها الأسبوع الماضي على خفض الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في الربع الأول من العام المقبل. ومع ذلك، كانت السوق تشعر بالقلق من أن بعض الأعضاء قد لا يلتزمون بالمعلن. ومن جانب آخر.. ذكر تقرير شركة “بيكر هيوز” الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار 1 هذا الأسبوع بعد ارتفاعه بمقدار ثلاث الأسبوع الماضي.
وأشار التقرير إلى ارتفاع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 626 منصة هذا الأسبوع منذ هذا الوقت من العام الماضي، وقد قدرت شركة بيكرهيوز خسارة 158 منصة حفر نشطة ويقل عدد منصات الحفر هذا الأسبوع بمقدار 449 منصة عن عدد منصات الحفر في بداية عام 2019، قبل الوباء.
ولفت إلى انخفاض عدد منصات النفط بمقدار 2 إلى 503 كما انخفض عدد منصات النفط الآن بمقدار 122 منصة، مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي، بينما ارتفع عدد منصات الغاز بمقدار ثلاث هذا الأسبوع ليصل إلى 119، بخسارة 34 منصة للغاز النشط عن هذا الوقت من العام الماضي، فيما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
ونوه إلى انخفاض عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع، وهو الآن أقل بـ 37 منصة من الوقت نفسه من العام الماضي في حين ارتفع عدد منصات الحفر في إيجل فورد بمقدار حفارتين ليصل إلى 52 منصة أو أقل بـ 20 منصة، مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
وتيرة تقلبات أسواق النفط مستمرة .. مخاوف زيادة المعروض تضغط على الأسعار
قد يهمك أيضاً
© 2024 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.