استمرت تقلبات أسعار النفط الخام خلال تعاملات أمس، مسجلة هبوطا طفيفا مدفوعا بجني الأرباح، وسط توقعات المحللين بارتفاع الأسعار إلى ثلاثة أرقام، حيث لا تزال المعنويات الصعودية في السوق قوية.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون “إن ارتفاع النفط يأخذ فترة راحة بسيطة، وإن السوق تميل إلى توقع عودة برنت إلى 100 دولار للبرميل، مع استمرار قلق السوق بشكل متزايد بشأن ضيق المعروض من النفط لبقية العام الجاري، وهو ما انعكس أيضا في المنحنى الآجل في سوق العقود الآجلة”.
وأوضحوا أنه في الولايات المتحدة استفادت أسعار النفط أخيرا من عامل صعودي إضافي وهو انخفاض مخزونات النفط الخام إلى قرب الحد الأدنى الحرج، ما يعزز استمرار وتيرة المكاسب السعرية القوية للنفط.
وفي هذا الإطار، يقول مارتن جراف مدير شركة إنرجي شتايرمارك النمساوية للطاقة “إن ارتفاع أسعار النفط متواصل رغم التراجعات المؤقتة بسبب جني الأرباح”.
وسلط الضوء على قيام بنك جولدمان ساكس برفع توقعاته على مدى 12 شهرا لأسعار خام برنت إلى 100 دولار للبرميل من 93 دولارا المتوقعة سابقا، حيث يرى سحبا أقوى للمخزونات مع تمديد تخفيضات “أوبك +” ونمو الطلب العالمي.
ويتفق سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف مع أن عديدا من البنوك الاستثمارية الدولية يرى أن الأسباب الرئيسة لارتفاع أسعار خام برنت المتوقع هي انخفاض إمدادات النفط من أوبك وارتفاع الطلب، ما يعوض الارتفاع في إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام.
ونقل عن بنك وول ستريت تأكيده أن التخفيضات من مجموعة “أوبك +” وارتفاع الطلب سيسمحان للمنظمة وحلفائها بإبقاء أسعار برنت في نطاق يراوح بين 80 و105 دولارات للبرميل في 2024، بينما لا يتوقع بنك جولدمان ساكس فترة طويلة من ثبات برنت فوق 105 دولارات العام المقبل.
وأضاف “لا يتوقع البنك أن يتم تداول الأسعار أقل من 80 دولارا للبرميل لفترة طويلة أيضا، كما يرى أن أسعار النفط قد تصل إلى 107 دولارات للبرميل العام المقبل إذا لم يتراجع منتجو (أوبك +) عن تخفيضات الإنتاج في 2024”.
من ناحيته، يشير جوران جيراس مساعد مدير بنك زد إيه إف في كرواتيا إلى أن أسعار النفط الخام استقرت نسبيا بعد صعودها إلى أعلى مستوى في عشرة أشهر، حيث أدت معنويات العزوف عن المخاطرة على نطاق أوسع إلى تهدئة موجة صعود قوية مدفوعة بتخفيضات إمدادات “أوبك +”.
وأوضح أن تقلص الإمدادات أثار موجة من التوقعات بأن سعر النفط البالغ 100 دولار يمكن أن يعود إلى القائمة.
أما مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية فتقول، “لا يمكن أن تستمر سوق النفط الخام على وتيرة صاعدة ولا بد من تصحيح مسار الأسعار من وقت إلى آخر بحسب تطورات وتفاعلات أساسيات السوق، خاصة البيانات المحدثة للعرض والطلب والمخزونات خاصة في ظل تمسك تحالف (أوبك +) بتمديد تخفيضات الإنتاج لتحقيق الاستقرار والتوازن في السوق -بحسب رؤيته- حتى إن كان للمستهلكين رؤى أخرى مغايرة”.
وأفادت بارتفاع سعر النفط الخام بنحو الثلث منذ منتصف يونيو الماضي مع استنزاف المخزونات، كما أن تحسن التوقعات في أكبر اقتصادين في العالم -الولايات المتحدة والصين- قد دعم هذا التقدم وكان الارتفاع المتواصل للنفط إحدى السمات البارزة لأسواق السلع الأساسية خلال الربع الحالي.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط نحو 1 في المائة خلال تعاملات أمس، لتواصل الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، مع عدم يقين المستثمرين متى ستبلغ أسعار الفائدة ذروتها ومدى تأثير ذلك على الطلب في الطاقة.
وجاء تراجع الأسعار من أعلى مستوياتها في عشرة أشهر، على الرغم من سحب أكبر من المتوقع من مخزونات النفط الأمريكية، وضعف إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، ما يشير إلى تراجع إمدادات الخام لبقية 2023.
وبحلول الساعة 06:19 صباحا بتوقيت جرينتش “09:19 صباحا بتوقيت مكة المكرمة”، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم نوفمبر الثاني 2023- بنسبة 0.90 في المائة لتصل إلى 93.49 دولارا للبرميل.
وفي الوقت نفسه، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي -تسليم أكتوبر 2023- بنسبة 0.79 في المائة لتصل إلى 90.48 دولار للبرميل، وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الإثنين، أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة في طريقه للانخفاض إلى 9.393 مليون برميل يوميا في أكتوبر المقبل، وهو أدنى مستوى منذ مايو 2023.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 97 دولارا للبرميل الثلاثاء مقابل 96.93 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق سابع ارتفاع له على التوالي، وإن السلة ارتفعت بنحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 94.09 دولار للبرميل”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version