ارتفعت أسعار النفط الخام للجلسة الرابعة على التوالي، إذ أثار ضعف إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة مزيدا من المخاوف حيال شح المعروض.
وسجل الخام أعلى مستوى له خلال عشرة أشهر على الرغم من بعض التحفظات بشأن مستقبل الاقتصاد الصيني والسياسة النقدية المتشددة للبنوك المركزية، ومع ذلك فإن هيكل السوق الأساسية يبدو سليما في الوقت الحالي.
وقال لـ «الاقتصادية»، محللون نفطيون، إن بيانات الصين الصناعية والتجارية على الرغم من تأرجحها إلا أنها تسير في مسار إيجابي ومطمئن للسوق النفطية، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم من أجل إعادة إحياء النمو بعد فترة الوباء.
وأوضح المحللون أنه على الرغم من المكاسب المتلاحقة للنفط ما زالت العوامل الهبوطية مستمرة، خاصة بعد توقعات بشأن الطلب العالمي على النفط وتشديد السياسة النقدية لعديد من البنوك المركزية الكبرى لكبح جماح التضخم المرتفع، مشيرين إلى أن مكمن القلق يتمثل في تباطؤ النمو العالمي إلى درجة يمكن أن تؤدي إلى تقويض الطلب على النفط في المستقبل.
وفي هذا الإطار، أكد سيفين شيميل مدير شركة “في جي آندستري” الألمانية، أن أسعار النفط الخام مستمرة في الارتفاع بسبب ديناميكيات العرض والطلب الأساسية، مبينا أن الطلب لا يزال قويا، ما يعزز من ارتفاع الأسعار.
ولفت إلى ترقب السوق النفطية لبيانات المخزونات الصادرة عن معهد البترول الأمريكي، التي ستعطي مزيدا من الأدلة حول حالة توازن العرض والطلب في السوق، موضحا أن “أوبك” قد تتمكن من استعادة شريحة كبيرة من الإنتاج خلال الربع الرابع مع الحفاظ على الأسعار مدعومة بشكل مريح فوق 90 دولارا للبرميل.
من جانبه، قال روبين نوبل، مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، إن أسعار النفط ظلت مرتفعة، حيث أدى ضعف الدولار الأمريكي قليلا والمخاوف من المزيد من تخفيضات الإنتاج إلى إبقاء المضاربين على الارتفاع في المقدمة.
وأشار إلى اتجاه أسعار النفط نحو أكبر زيادة فصلية منذ الحرب الروسية الأوكرانية في الربع الأول من 2022، لافتا إلى استمرار ارتفاع النفط على الرغم من تباطؤ اقتصاد منطقة اليورو والمشكلات في الصين مع التعافي الاقتصادي، مبينا أنه على الرغم من المخاوف بشأن الانتعاش في الصين، فإن الطلب على النفط لثاني أكبر اقتصاد في العالم ظل عند مستويات قياسية.
من ناحيته، أكد ماركوس كروج، كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، أن المخاوف الاقتصادية لها تأثير سلبي على أسعار النفط، وهناك محاولات من قبل السلطات الصينية في الآونة الأخيرة بتنفيذ سلسلة من إجراءات التحفيز للمساعدة في تعزيز الاقتصاد، ولكن لا يزال هناك بعض القلق لدى المشاركين في السوق من أنه إذا لم تجد الصين مسارا للنمو الاقتصادي المستدام للمضي قدما فقد تبدأ في إعاقة الطلب على النفط أيضا.
وأشار إلى توقع إدارة معلومات الطاقة أن ينخفض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي في سبتمبر لينخفض إلى 9.39 مليون برميل يوميا، مبينا أنه على الرغم من التراجع المستمر في إنتاج النفط الصخري الأمريكي إلا أن إدارة معلومات الطاقة لا تزال ترى أن إنتاج النفط الأمريكي سيصل إلى مستوى قياسي هذا العام ويتجاوز هذا المستوى في 2024.
بدورها، قالت ليندا تسيلينا، مدير المركز المالي العالمي المستدام، إن معطيات السوق الراهنة ترجح أنه من المحتمل جدا أن “نرى خام برنت يتحرك فوق 100 دولار للبرميل”، موضحة أن بعض معايير الخام تجاوزت بالفعل مستوى 100 دولار للبرميل.
ورجحت أن خام برنت سيصل إلى 100 دولار للبرميل “في فترة ليست طويلة جدا”، لكن بحسب توقعات “إس أيه بي” هناك تشكك، فيما يتعلق بارتفاع الأسعار إلى 110 – 120 دولارا للبرميل، لأن احتمال تزايد الطلب على المنتجات النفطية سيتقلص بسبب مستوى الأسعار.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 90 سنتا، بما يعادل 1 في المائة، إلى 92.38 دولار للبرميل، وهو ما يقل قليلا عن أعلى مستوى في عشرة أشهر الذي بلغته الإثنين، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 27 سنتا أو 0.3 في المائة، إلى 94.70 دولار للبرميل.
وارتفعت الأسعار لثلاثة أسابيع متتالية.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 96.93 دولار للبرميل، الإثنين، مقابل 96.87 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق سادس ارتفاع له على التوالي، وأن السلة ارتفعت بنحو ثلاثة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 93.12 دولار للبرميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version