قال تقرير “ريج زون” النفطي الدولي، إن النفط حقق مكاسب طفيفة خلال الأسبوع الماضي منهيا سلسلة خسائر استمرت سبعة أسابيع، وذلك وسط دلائل على أن حملة رفع أسعار الفائدة التي يشنها الفيدرالي الأمريكي قد تجاوزت الأصول الخطرة.
وسلط التقرير الذي صدر أمس، الضوء على تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز بأنه من السابق لأوانه أن يفكر المسؤولون في خفض أسعار الفائدة في مارس، وقد قام النفط بتقليص تلك الخسائر ليسجل أول أسبوع إيجابي له منذ أواخر أكتوبر.
ونوه إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بأكبر قدر خلال شهر تقريبا مدفوعا بمعنويات الإقبال على المخاطرة على نطاق أوسع بعد أن أشار جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي إلى أن التركيز يتحول حاليا إلى موعد خفض تكاليف الاقتراض مع استمرار انخفاض التضخم، لافتا إلى أن هذا الانتعاش الناشئ جاء بعد انزلاق طويل خفض العقود الآجلة لأدنى مستوياتها منذ يونيو الماضي.
وأكد أن ارتفاع الصادرات من الدول غير الأعضاء في منظمة “أوبك” بما في ذلك الولايات المتحدة، يزيد المخاوف بشأن ضعف الطلب، ويضغط على الأسعار، منوها بتقرير “وول ستريت” الذي أكدت فيه وجود بعض المجال لتعافي أسعار النفط العام المقبل رغم أنه ربما لا يكون هناك ارتفاع كبير.
ولفت التقرير إلى أن متوسط توقعات خمسة بنوك كبرى لخام برنت القياسي العالمي في 2024 يبلغ نحو 85 دولارا للبرميل، مقارنة بالمستويات الحالية البالغة 77 دولارا، مشيرا إلى تسجيل بنك “سيتي جروب” أقل تقدير عند 75 دولارا للبرميل وجولدمان ساكس جروب أعلى تقدير عند 92 دولارا.
وتوقع على نطاق واسع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بشكل أكبر في 2024 من المستويات القياسية لهذا العام بدعم من الصين، فيما لا يزال المحللون منقسمين بشأن حجم التوسع ومدى سهولة تلبيته من خلال زيادة الإمدادات.
وأشار إلى أن المعنويات العامة أصبحت أكثر حذرا مما كانت عليه في بداية العام عندما توقع عديد من الأصوات الرائدة في الصناعة أن يعود النفط الخام إلى 100 دولار للبرميل، وقد تم إحباط هذه التوقعات الصعودية بسبب الإنتاج القوي المفاجئ من المنتجين مثل الولايات المتحدة وجيانا وإيران.
من جانب آخر، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن سوق النفط شهدت في الأسبوع الماضي انتعاشا كبيرا مدفوعا بمجموعة من العوامل بما في ذلك ضعف الدولار وتوقعات الطلب المنقحة من مؤسسات الطاقة الكبرى، وبعد فترة من التراجع شهدت وصول الأسعار إلى أدنى مستوى لها منذ ستة أشهر، حيث يسلط انتعاش السوق الضوء على طبيعته الديناميكية وحساسيته للمؤشرات الاقتصادية العالمية.
وأشار إلى قيام وكالة الطاقة الدولية بتحديث توقعاتها للطلب على النفط لـ 2024 حيث توقعت زيادة في الاستهلاك العالمي بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا لافتا إلى أن هذا التعديل يشير إلى تحسن التوقعات بالنسبة للولايات المتحدة. وعد التقرير أن الاختلاف في توقعات الوكالات الكبرى يسلط الضوء على المناقشات المستمرة والشكوك في التنبؤ باتجاهات سوق النفط المستقبلية، مشيرا إلى حجم تأثير قرارات “الفيدرالي” الكبير على أسعار النفط الخام.
وأضاف أن التطورات الأخيرة في سوق النفط ترتبط أيضا ارتباطا وثيقا بإشارات السياسة النقدية الصادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وأبرزها احتمال خفض تكاليف الاقتراض، ذاكرا أن الأسعار حققت أول زيادة أسبوعية لها منذ ثمانية أسابيع، وهو تحول في المعنويات كان مدفوعا إلى حد كبير بتعهد مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في العام المقبل.
وذكر التقرير أن “أوبك” كررت تفاؤلها بشأن نمو الطلب على النفط لعام 2024 بمقدار 2.46 مليون برميل يوميا وألقت باللوم في الانخفاض الأخير في أسعار النفط على مخاوف الطلب المبالغ فيها التي تؤثر في معنويات السوق.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي تراجعت أسعار النفط عند التسوية، بنهاية تعاملات الجمعة 15 ديسمبر، لكنها حققت أول مكاسب أسبوعية في شهرين، وذلك وسط قرارات البنوك المركزية بتثبيت أسعار الفائدة.
وانخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنحو 15 سنتا أو 0.21 في المائة لتصل عند التسوية إلى 71.43 دولار للبرميل. كذلك تراجعت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات أو 0.08 في المائة، لتصل عند التسوية إلى 76.55 دولار للبرميل بنهاية تعاملات الجمعة.
وتعثرت السوق في وقت سابق من الجلسة بعدما أظهر مسح لنشاط التصنيع الصادر عن بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك حدوث تراجع في الطلبيات الجديدة للشهر الثالث، وهو ما قد يكون مؤشرا على ضعف حجم الطلب على النفط في العام المقبل. وتأثر المتعاملون أيضا بتعليقات من جون وليامز، رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك الجمعة حول الآمال في خفض أسعار الفائدة في العام المقبل. وانخفض الدولار لأدنى مستوى في أربعة أشهر الخميس، 14 ديسمبر بعد تعليقات باول التي توقع فيها خفض تكاليف الاقتراض في 2024.
وكانت العقود الآجلة لخام برنت قد أنهت الأسبوع الماضي عند 75.25 دولار للبرميل، وكذلك أنهت العقود الآجلة للخام الأمريكي الأسبوع المنتهي في 8 ديسمبر عند 70.51 دولار للبرميل.
وفي التقرير الشهري لـ”أوبك”، أبقت المنظمة على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير عند 2.5 مليون برميل يوميا في 2023، كما أبقت على التقديرات لمستويات الطلب في العام المقبل عند 29.9 مليون برميل يوميا.
كما استفادت الأسعار من إعلان الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع أنه سيخفض على الأرجح تكاليف الاقتراض العام المقبل.
وتوقع محللون أن يبدأ الفيدرالي في خفض الفائدة في 2024 “لكن ليس بالوتيرة المتوقعة”، مشيرين إلى خفض محتمل قدره 85 نقطة أساس خلال العام، وذلك خلافا لما تظهره توقعات أسواق العقود الآجلة (120 نقطة أساس).
ومن جانب آخر.. انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار منصتين هذا الأسبوع بعد ارتفاعه بمقدار عشر على مدار الأسابيع الأربعة الماضية.
وذكرت شركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر انخفض إلى 624 منصة هذا الأسبوع وقد قدرت شركة بيكر هيوز خسارة 160 منصة حفر نشطة.
وأوضحت أنه يقل عدد منصات الحفر هذا الأسبوع بمقدار 451 منصة عن عدد منصات الحفر في بداية 2019، قبل الوباء.
وأشار التقرير إلى انخفاض عدد منصات النفط بمقدار 2 إلى 501 وقد انخفض عدد منصات النفط الآن بمقدار 119 منصة، مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي، بينما بقي عدد منصات الغاز على حاله هذا الأسبوع عند 119، بخسارة 35 منصة غاز نشطة عن هذا الوقت من العام الماضي، فيما انخفضت الحفارات المتنوعة بمقدار 1.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version