سجلت أسعار النفط الخام مكاسبها الأسبوعية الثانية على التوالي بعد تمديد قيود الإمدادات، التي فرضتها السعودية وروسيا لبقية العام، كما تخطط روسيا لخفض صادرات الديزل من موانئها الغربية الرئيسة بمقدار الربع هذا الشهر، وتستهدف الاحتفاظ بمزيد من الإمدادات في الداخل بسبب الصيانة الموسمية لمصافي التكرير، ما أدى إلى ارتفاع العقود الآجلة للديزل.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير “ريج زون” النفطي الدولي أن سوق النفط تتجه إلى ظروف أكثر انضباطا بعد أن مدد قادة “أوبك +” تخفيضات الإنتاج، مشيرا إلى أنه لا يزال النفط مرتفعا هذا الربع وسط تخفيضات إمدادات “أوبك +” ومع ذلك لا تزال بعض البنوك حذرة، حيث يقول محللو جي بي مورجان تشيس إنه من غير المرجح أن يصل سعر النفط الخام إلى 100 دولار للبرميل هذا العام وسط الطلب المقيد.
وأضاف التقرير أن أسعار النفط مستمرة في الارتفاع متحدية معنويات المخاطرة السلبية وقوة الدولار، حيث سيظل قلة العرض محركا رئيسا، ولكن بدءا من الأسبوع المقبل من المرجح أن تجذب قرارات أسعار الفائدة الكبيرة من البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي الاهتمام الأكبر.
ولفت إلى أنه إذا كانت الحسابات الأخيرة للطلب العالمي في الربعين الثالث والرابع صحيحة، وتمسكت السعودية بتخفيضاتها، فإن المخزونات العالمية ستنخفض بالفعل بمقدار 250 مليون برميل بحلول نهاية العام وسيرتفع خام برنت إلى 100 إلى 110 دولارات للبرميل.
ونوه التقرير إلى أن أسعار الفائدة تم رفعها بسرعة على مدى 12 إلى 18 شهرا الماضية، وأن هذا يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي في العام المقبل، مضيفا إلى ذلك سوق الإسكان المتعثرة في الصين حيث إن المستهلكين الغربيين يشترون سلعا أقل من الصين.
وفسر ذلك بأن المستهلكين الصينيين يشترون أشياء أقل لأنهم يخشون الوضع الاقتصادي مضيفا أن الصادرات الصينية انخفضت 8.8 في المائة على أساس سنوي وانخفضت الواردات 7.3 في المائة على أساس سنوي، مشددا على أن حالة عدم اليقين تسيطر على السوق، ولكن يمكننا أن نكون واثقين تماما من أن السعودية وروسيا تديران الأمر بشكل مريح، موضحا أن السعودية لديها دائما خيار تغيير المسار في أكتوبر ونوفمبر.
وأشار التقرير إلى أنه إذا تبين أن التخفيضات عميقة للغاية وأن السوق تعاني نقصا في النفط، فيمكن لتحالف “أوبك +” رفع الإنتاج في نوفمبر وديسمبر إذا لزم الأمر، ناقلا عن شركة “ريستاد إنرجي” الدولية تأكيدها أن تمديد خفض إنتاج السعودية بمقدار مليون برميل يوميا وخفض صادرات روسيا بمقدار 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام يعزز التوازن بين العرض والطلب.
ومن جانبه، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن تعهد السعودية بتمديد تخفيضات الإنتاج وتعهد روسيا بتمديد تخفيضات التصدير استحوذ على اهتمام السوق، ولكن هناك عامل قوي آخر وهو السحب المستمر للمخزونات في الولايات المتحدة، ما أدى إلى تشديد الأسواق.
وأشار إلى تأثر معنويات السوق ببيانات الاقتصاد الكلي الأضعف من المتوقع من الصين، لافتا إلى أن السحب الرابع على التوالي من مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة، إضافة إلى انخفاض آخر على أساس أسبوعي في مخزونات البنزين قدم دعما قويا لخام برنت ليبقى حول مستوى 90 دولارا للبرميل.
وذكر التقرير أن السوق تدرك التأثير الكامل لتخفيضات “أوبك +”، ومع دخول الربع الرابع، فإن مؤشرات الطلب لا تبدو سيئة، مع توقعات بأن تضخ جيانا 1.2 مليون برميل من الخام يوميا بحلول 2027، مشيرا إلى أن النفط الخام الخفيف عالي الجودة وأسعار التعادل المنخفضة وحملات الاستكشاف الناجحة تجذب اهتماما دوليا هائلا بقطاع النفط في جيانا.
ونوه التقرير إلى أنه لا تزال روسيا تتوقع أن تستمر عائدات صادراتها النفطية في الزيادة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة حتى في مواجهة الحدود القصوى للأسعار والحظر الغربي.
من ناحية أخرى، فيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط نحو 1 في المائة لتصل إلى أعلى مستوياتها في تسعة أشهر ‏الجمعة مدعومة بصعود العقود الآجلة للديزل الأمريكي ومخاوف شح إمدادات النفط ‏بعد أن مددت السعودية وروسيا تخفيضات الإمدادات هذا الأسبوع.‏
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 73 سنتا أو 0.8 في المائة لتبلغ عند التسوية 90.65 ‏دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 64 سنتا أو ‏‏0.7 في المائة ليبلغ عند التسوية 87.51 دولار.‏
وظل خاما النفط في منطقة التشبع الشرائي من الناحية الفنية لليوم السادس على ‏التوالي، مع توجه خام برنت نحو أعلى إغلاق له منذ 16 نوفمبر. وعلى مدى الأسبوع، ارتفع كلا الخامين نحو 2 في المائة بعدما ارتفع خام برنت الأسبوع ‏الماضي بنحو 5 في المائة، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 7 في المائة.
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق لدى أواندا، في مذكرة “يستمر تداول أسعار ‏النفط الخام بناء على محركات من جانب العرض. لا يوجد شك في أن تحالف ‏أوبك+ سيبقي على السوق في حالة شح حتى فصل الشتاء”.‏
ويضم تحالف “أوبك+” منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم ‏روسيا.‏
ومددت السعودية وروسيا، العضوان في “أوبك”، هذا الأسبوع تخفيضاتهما الطوعية ‏للإمدادات بواقع 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام.‏
ومن جانب آخر، ذكر تقرير “بيكر هيوز” الأمريكي الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار 1 هذا الأسبوع.
وأشار التقرير إلى ارتفاع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 632 منصة هذا الأسبوع حتى الآن هذا العام قدرت الشركة خسارة 147 منصة حفر نشطة، حيث يبلغ عدد منصات الحفر لهذا الأسبوع 443 منصة أقل من عدد منصات الحفر في بداية 2019 قبل الوباء.
ولفت إلى ارتفاع عدد منصات النفط بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع إلى 513، بانخفاض 108 منصات حتى الآن في 2023 كما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار منصة واحدة مرة أخرى هذا الأسبوع إلى 113 بخسارة 43 منصة للغاز النشط منذ بداية العام، كما ارتفعت منصات الحفر المتنوعة بمقدار 1 هذا الأسبوع.
ونوه إلى ارتفاع عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع، أي أقل بمقدار 20 منصة عن الوقت نفسه من العام الماضي، كما انخفض عدد منصات الحفر في إيجل فورد بمقدار 1 وهو الآن أقل بـ 22 منصة، مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى بقاء مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة على حالها هذا الأسبوع عند 12.8 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في الأول من سبتمبر -وفقا لأحدث التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة- لتبلغ أعلى مستوى إنتاج منذ 2019 كما ارتفعت مستويات الإنتاج الآن بمقدار 700 ألف برميل يوميا، مقارنة بالعام الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version