عادت أسعار النفط الخام إلى المكاسب الأسبوعية بعد أسبوعين من الخسائر، لتسجل أعلى مستوياتها فيما يزيد على سبعة أشهر، بدعم من توقعات تمديد تخفيضات تحالف “أوبك+” إلى أكتوبر المقبل.
وارتفعت الرهانات في السوق على بلوغ سعر النفط الخام مستوى 100 دولار للبرميل، في ضوء استمرار شح الإمدادات النفطية.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير “ريج زون” النفطي الدولي أن أسعار النفط الخام ارتفعت فوق 85 دولارا، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط لليوم السابع على التوالي مواصلا أطول فترة من نوعها منذ يناير، وأغلق عند أعلى سعر تسوية منذ نوفمبر، لافتا إلى ارتفاع العقود الآجلة الأمريكية بنسبة 7.2 في المائة هذا الأسبوع محققة أكبر مكاسب أسبوعية منذ مارس.
وأكد التقرير أن الخام ارتفع منذ أواخر يونيو الماضي مع تضاؤل تدفقات “أوبك+”، وتعميق روسيا التزامها بجهود دعم السوق وتكثيف الصين إجراءاتها لتعزيز اقتصادها.
ونقل التقرير عن مجموعة الطاقة “سي آي بي سي” تأكيدها أن سعر 85 دولارا لخام غرب تكساس الوسيط هو مستوى معنوي قوي، مؤكدا الحاجة إلى الثقة بأن التحفيز الصيني قد بدأ في الترسخ وتحسين المعنويات هناك.
وأشار التقرير إلى إعطاء بيانات الوظائف الأمريكية الرئيسة، يوم الجمعة، دفعة أخرى للأسعار، حيث جاء معدل البطالة أعلى من المتوقع وتباطؤ نمو الأجور، ما زاد من الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة.
وذكر التقرير أن تحالف “أوبك+” يقوم بتقييد الإمدادات من أجل دعم السوق، خاصة وسط مؤشرات على ضعف الطلب في الصين المستهلك الرئيس للنفط.
ولفت التقرير إلى انخفاض التدفقات إلى الصين إلى نحو 1.3 مليون برميل يوميا، مبينا أن هذا هو أدنى مستوى تم تسجيله منذ يونيو 2020 في الأشهر الأولى من الوباء، عندما انخفض الطلب على النفط عالميا.
من جانبه، أوضح تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن سعر برميل النفط الخام من خام غرب تكساس الوسيط وصل إلى 85 دولارا في ختام الأسبوع وهي أعلى نقطة سعر حتى الآن هذا العام.
وأفاد التقرير بأنه تم تداول خام برنت مرتفعا عند 87.88 دولار وهو أيضا رقم قياسي جديد لعام 2023.
وعد التقرير أن أحد العوامل الكبيرة في ارتفاع أسعار النفط الخام هو انخفاض المخزونات في الولايات المتحدة، التي انخفضت بمقدار 10.6 مليون برميل أخرى، وفقا لإدارة معلومات الطاقة.
ولفت إلى أن الدعم الآخر لأسعار النفط هو ضعف الدولار وهو الأمر الذي يجعل النفط الخام في متناول غير حاملي الدولار، وبالتالي تحفيز الطلب.
وقدر التقرير أن ارتفاع الأسعار سيجعل من الصعب على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مواصلة العملية البطيئة المؤلمة لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للبلاد، الذي نما بمتوسط 600 ألف برميل أسبوعيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد استنزاف 300 مليون برميل من النفط على مدى الأعوام القليلة الماضية. وأضاف التقرير أنه على الرغم من خروج 300 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي النفطي ودخولها في المخزونات التجارية فإن مخزونات النفط الخام -باستثناء المخزون الموجود في الاحتياطي الاستراتيجي- أقل بأكثر من 100 مليون برميل من مستويات يوليو 2020.
وأشار التقرير إلى أن تزايد المعنويات الصعودية في أسواق النفط مع متابعة المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة، حيث تستمر مستويات المخزون في الانخفاض، بينما من المتوقع أن يتم تمديد تخفيضات الإنتاج والتصدير في “أوبك+”.
وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفع النفط يوم الجمعة، إلى أعلى مستوياته فيما يزيد على سبعة أشهر ‏منهيا سلسلة خسائر استمرت أسبوعين، وذلك بدعم من توقعات نقص الإمدادات.‏
وقال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، يوم الخميس، إن بلاده، ثاني ‏أكبر مصدر للنفط في العالم، اتفقت بالفعل مع شركائها في “أوبك+” على خفض ‏صادرات النفط.‏
وصعد سعر خام برنت 1.66 دولار أو 1.9 في المائة إلى 88.49 دولار للبرميل عند ‏التسوية. وكان قد ارتفع خلال الجلسة إلى 88.75 دولار للبرميل، وهو أعلى ‏مستوى منذ 27 يناير.‏
وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.39 دولار أو نحو 1.7 في المائة إلى 85.02 ‏دولار للبرميل. وارتفع في وقت سابق إلى 85.81 دولار، وهو أعلى مستوى له ‏منذ 16 نوفمبر.‏
وارتفع سعر خام برنت بنحو 4.8 في المائة هذا الأسبوع مسجلا أكبر زيادة أسبوعية منذ ‏أواخر يوليو. كما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 7.2 في المائة، في ‏أكبر مكسب أسبوعي له منذ مارس.
من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار منصة واحدة خلال الأسبوع.
وذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأسبوعي الأمريكي المعني بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر انخفض إلى 631 منصة خلال الأسبوع حتى الآن هذا العام قدر التقرير خسارة 148 منصة حفر نشطة.
وأوضح التقرير أنه يبلغ عدد منصات الحفر لهذا الأسبوع 444 منصة أقل من عدد منصات الحفر في بداية عام 2019 قبل الوباء.
وأشار التقرير إلى بقاء عدد منصات النفط على حاله خلال الأسبوع عند 512، بانخفاض 109 حتى الآن في عام 2023 كما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار منصة واحدة إلى 114، بخسارة 42 منصة للغاز النشط منذ بداية العام، وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها خلال الأسبوع.
ولفت التقرير إلى انخفاض عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار منصة واحدة، أي أقل بمقدار 23 منصة عن الوقت نفسه من العام الماضي، بينما انخفض عدد منصات الحفر في “إيجل فورد” بمقدار منصتين، وهو الآن أقل بـ21 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى بقاء مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة على حالها خلال الأسبوع، عند 12.8 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 25 أغسطس -وفقا لأحدث التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة- لتبلغ أعلى مستوى إنتاج منذ عام 2019، وتصل مستويات الإنتاج الآن إلى 700 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version