توقع محللون نفطيون استمرار مكاسب النفط الخام الأسبوعية للأسبوع الثالث على التوالي بعد أسبوعين من المكاسب وتسجيل أعلى وتيرة صعود في سبعة أشهر بفعل توقعات تمديد تخفيضات إنتاج تحالف “أوبك+”.
وذكروا في تصريحات لـ”الاقتصادية”، أن أسعار النفط تلقت دفعة قوية بعد ظهور تقارير تفيد بأن روسيا ستمدد تخفيضات الإنتاج إلى جانب بيانات حديثة كشفت عن انخفاض آخر في المخزونات النفطية.
وأكد المحللون ترقب السوق هذا الأسبوع ما كشفت عنه روسيا بأنها ستعلن معايير جديدة للاتفاق مع شركائها في “أوبك+” -وفقا لألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء- بينما على الجانب الآخر تظهر أحدث البيانات أيضا أن الصين والهند استوردتا كميات أقل من النفط في يوليو.
وذكروا أن انخفاض المخزونات الكبير دعم مكاسب الأسعار، ويأتي ذلك في أعقاب تقرير المخزون الصادر عن معهد البترول الأمريكي الذي أظهر انخفاضا بمقدار -11.486 مليون برميل في المخزون، وذلك أقل بكثير من التوقعات التي بلغت -2.9 مليون.
وأشار المختصون إلى أنه يبدو أن الأسواق إلى حد ما عند مفترق طرق بعد أن أدت البيانات الأمريكية الضعيفة في وقت سابق من الأسبوع إلى تكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يحتاج إلى أن يكون صارما في موقف سياسته النقدية المتشددة.
وفي هذا الإطار، قال روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” لخدمات الطاقة “إن النفط الخام مرشح لمزيد من المكاسب في الأسبوع الجاري بدعم من خطة التحفيز المالي والاقتصادي في الصين ومن تمديدات التخفيضات الطوعية لـ(أوبك+) بقيادة السعودية وروسيا التي من المرجح أن تغطي أكتوبر المقبل”.
ولفت إلى أنه في المقابل هناك عوامل تكبح المكاسب نسبيا خاصة العودة المحتملة لصادرات النفط الخام في كل من فنزويلا وإيران، في حال التوصل إلى اتفاقات جديدة في هذا الصدد.
من جانبه، يرى دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية، أن السوق النفطية تتوقع إلى حد كبير أن تقوم السعودية بتمديد خفض الإمدادات بمقدار مليون برميل يوميا حتى أكتوبر المقبل.
وأشار إلى حالة التأهب في سوق النفط الخام بعد إعلان روسيا أنها توصلت إلى اتفاق آخر مع “أوبك” بشأن حجم إمدادات النفط الخام ووعدت بتقديم تفاصيل الاتفاق في الأسبوع الجاري، لافتا إلى أنه من المقرر أن تعقد مجموعة “أوبك+” اجتماعا للجنة المراقبة في 4 أكتوبر على الرغم من أنه من غير المقرر عقد اجتماع وزاري كامل حتى أواخر نوفمبر.
أما بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، فيقول “إن عديدا من البنوك الاستثمارية والدوائر التحليلية رفعت توقعاتها لأسعار النفط لـ2023 للمرة الأولى منذ أربعة أشهر على خلفية أن تخفيضات (أوبك+) ستعوض النمو الاقتصادي الضعيف في الصين”.
ونوه ببلوغ معدل إعادة الاستثمار بين منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة أعلى مستوى له منذ ثلاثة أعوام في الربع الثاني من العام الجاري -بحسب شركة ريستاد إنرجي- على الرغم من تركيز الشركات حاليا على تحقيق انضباط رأس المال، حيث تعطي شركات النفط الصخري العامة الأولوية لقيمة المساهمين وتتوخى الحذر بشأن استراتيجية الاستثمار الحماسية ونتيجة لذلك فإن معدل إعادة الاستثمار ما زال محدودا بشكل عام.
وتتفق ارفي ناهار مختصة في شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية مع أن انخفاض الإنفاق الاستثماري في مشاريع المنبع النفطية إلى مستويات أقل بكثير من أعلى المستويات السابقة يزيد التساؤلات في السوق حول ما إذا كان استثمار الصناعة لديه ما يكفي للوفاء بدورها الحاسم المتمثل في توفير ما يكفي من العرض لتلبية الارتفاع في الطلب الذي من المتوقع حدوثه خلال العقد المقبل.
وأشارت إلى بيانات صادرة عن شركة “وود ماكينزي” حول دور مشاريع المنبع في دورة الاستثمار، حيث رجحت أن الإنفاق على التنمية العالمية سيبلغ نحو 490 مليار دولار في عام 2023، ارتفاعا من أدنى مستوى في عام 2020 الذي بلغ 370 مليار دولار، موضحة أن تعافي الطلب وارتفاع الأسعار وتوافر التدفق النقدي ومجموعة الفرص المكبوتة التي تم تأجيلها أو إعادة صياغتها خلال الوباء كلها عوامل تغذي هذا الارتفاع.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط الجمعة إلى أعلى مستوياتها فيما يزيد على سبعة أشهر ‏منهية سلسلة خسائر استمرت أسبوعين، وذلك بدعم من توقعات نقص الإمدادات.‏ وصعد سعر خام برنت 1.66 دولار أو 1.9 في المائة، إلى 88.49 دولار للبرميل عند ‏التسوية.
وكان قد ارتفع خلال الجلسة إلى 88.75 دولار للبرميل، وهو أعلى ‏مستوى منذ 27 يناير.‏ وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.39 دولار أو نحو 1.7 في المائة، إلى 85.02 ‏دولار للبرميل. وارتفع في وقت سابق إلى 85.81 دولار، وهو أعلى مستوى له ‏منذ 16 نوفمبر.‏
وارتفع سعر خام برنت بنحو 4.8 في المائة، هذا الأسبوع مسجلا أكبر زيادة أسبوعية منذ ‏أواخر يوليو، فيما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 7.2 في المائة، في ‏أكبر مكسب أسبوعي له منذ مارس.
من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 1 هذا الأسبوع. وذكر تقرير شركة “بيكر هيوز” الأسبوعي الأمريكي المعني بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر انخفض إلى 631 منصة هذا الأسبوع، وحتى الآن هذا العام قدر التقرير خسارة 148 منصة حفر نشطة.
وأوضح أنه يبلغ عدد منصات الحفر لهذا الأسبوع 444 منصة أقل من عدد منصات الحفر في بداية عام 2019 قبل الوباء، مشيرا إلى بقاء عدد منصات النفط على حاله هذا الأسبوع عند 512، بانخفاض 109 حتى الآن في عام 2023 كما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار 1 إلى 114، بخسارة 42 منصة للغاز النشط منذ بداية العام، وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها هذا الأسبوع.
ونوه بانخفاض عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع، أي أقل بمقدار 23 منصة عن الوقت نفسه من العام الماضي بينما انخفض عدد منصات الحفر في “إيجل فورد” بمقدار 2، وهو الآن أقل بـ21 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
ولفت التقرير إلى بقاء مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة على حالها هذا الأسبوع، عند 12.8 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 25 أغسطس -وفقا لأحدث التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة- لتبلغ أعلى مستوى إنتاج منذ 2019 وتصل مستويات الإنتاج الآن إلى 700 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version