تلقت أسعار النفط الخام دعما قويا من تخفيضات الإنتاج في تحالف “أوبك +” بعد قرار كل من السعودية وروسيا تمديد التخفيضات حتى نهاية العام الجاري، وتواكب ذلك مع استمرار انخفاض المخزونات النفطية، بينما كبح المكاسب الشكوك المحيطة بالطلب في ضوء تعثر البيانات الصينية.
وتصاعدت وتيرة المكاسب بعد تعهد السعودية وروسيا بالحفاظ على تخفيضات الإنتاج حتى نهاية هذا العام، حيث تبلغ التخفيضات مليونا و300 ألف برميل يوميا على التوالي.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون إن التوقعات الهزيلة لنمو الصين ومواجهة أوروبا لرياح اقتصادية معاكسة جعلتا المنتجين يراجعون حساباتهم وربما ترى “أوبك +” أن تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي هو سبب كاف لخفض الإنتاج.
وفي هذا الإطار، قال هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة “إن وتيرة صعود ومكاسب النفط الخام مرشحة للاستمرار في الأسابيع المقبلة”، منوها بأن بنك جولدمان ساكس يتوقع أن أسعار النفط قد تصل إلى 107 دولارات للبرميل في العام المقبل إذا واصلت روسيا والسعودية تخفيضات الإنتاج.
ولفت إلى أن تقارير دولية لا ترى أن “أوبك +” تسعى إلى رفع أسعار أعلى بكثير من 100 دولار حيث لا تزال حالة عدم اليقين الاقتصادي المستمرة ومخاوف الطلب تؤثران في أسعار النفط، لكن خام برنت لا يزال حول مستوى 90 دولارا.
أما مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة فيرى أن التخفيضات الممتدة لتحالف “أوبك +” تزيد من التوقعات الصعودية لأسعار النفط، لافتا إلى أن توقع بنك وول ستريت هذا السيناريو الصعودي قد يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع إلى فوق 100 دولار للبرميل قبل نهاية العام الجاري.
وأشار إلى أن الحفاظ على سعر 100 دولار لبرميل النفط غير مضمون، خاصة في ضوء المخاوف الاقتصادية المستمرة وعدم اليقين المحيط بالطلب على النفط.
من ناحيته، ذكر أندريه جروسي مدير شركة “إم إم إيه سي” الألمانية أن هناك آمالا كبيرة في الأسواق بشأن نمو الإنتاج في الولايات المتحدة، إذ إن ارتفاع إنتاج النفط من المنتجين من خارج “أوبك +” خاصة من الولايات المتحدة والبرازيل وجيانا يعوض جزءا من التخفيضات الممتدة.
بدورها، تقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية “إن السعودية وروسيا تحركتا بشكل قوي ومميز وبتصميم لدعم أسعار النفط وتمديد تخفيضات الإنتاج والتصدير المستمرة لكل منهما حتى نهاية العام، ما دفع خام برنت فوق مستوى 90 دولارا للبرميل”.
ونوهت بتأكيد السعودية أن خفض الإنتاج يعزز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول “أوبك +” بهدف دعم استقرار وتوازن أسواق النفط حيث ستتم مراجعة التخفيضات شهريا للنظر في تعميق الخفض أو زيادة الإنتاج اعتمادا على حالة السوق.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، إذ طغت المخاوف بشأن الطلب بسبب التباطؤ الموسمي خلال الشتاء والتوقعات الاقتصادية غير الواضحة للصين على توقعات تراجع الإمدادات.
وتلقت أسواق النفط، خلال الجلستين السابقتين، دعما من قرار السعودية وروسيا تمديد تخفيضات الإنتاج والصادرات لمدة ثلاثة أشهر إضافية، حتى نهاية ديسمبر، ما دفع الأسعار للصعود إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2022.
وبحلول الساعة 06:41 صباحا بتوقيت جرينتش “09:41 صباحا بتوقيت مكة المكرمة”، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت -تسليم نوفمبر 2023- بنسبة 0.42 في المائة “0.38 دولار”، ليصل إلى 90.22 دولار للبرميل، بعد سلسلة مكاسب استمرت تسع جلسات.
في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي -تسليم أكتوبر- بنسبة 0.46 في المائة “0.40 دولار” إلى 87.14 دولار، بعد مكاسب على مدى سبع جلسات، وارتفع الخامان القياسيان “برنت، وغرب تكساس الأمريكي” في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن مددت السعودية وروسيا، أكبر مصدرين للنفط في العالم، تخفيضات طوعية في الإمدادات حتى نهاية العام.
كانت هذه التخفيضات الطوعية إضافة إلى تخفيضات أبريل التي اتفق عليها عديد من منتجي “أوبك +” التي تستمر حتى نهاية 2024.
من جانب آخر.. ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 92.30 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 91.44 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثامن ارتفاع على التوالي، وإن السلة ارتفعت بنحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 88.44 دولار للبرميل”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version