تقلبت أسعار النفط الخام في بداية الأسبوع مع تركيز المستثمرين على توقعات شح الإمدادات، بعد أن أصدرت موسكو حظرا مؤقتا على صادرات الوقود وسط استمرار حالة القلق من رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، ما قد يضعف الطلب.
وأخذت الأسعار استراحة الأسبوع الماضي ولم يطرأ تغير يذكر على خام غرب تكساس الوسيط بعد أسابيع من المكاسب المستمرة حيث ترصد السوق حاليا اتجاها صعوديا في المستقبل.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون “إن أسعار النفط الخام على طريق تسجيل مزيد من المكاسب”، مشيرين إلى أن 36 في المائة فقط من تجار التجزئة يتعاملون بعقود الخام على المدى الطويل.
ونقل المحللون، عن بنك ستاندرد تشارترد التأكيد أن حالة عدم اليقين الإضافية الناتجة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي تجعل من غير المرجح بشكل كبير أن يخفف منتجو أوبك الرئيسون تخفيضات الإنتاج هذا العام.
وأشاروا إلى انخفاض مستوى مخزونات النفط الخام، حيث إن الضغط على المخزونات الأمريكية كبير لدرجة أن هناك احتمالا كبيرا بحدوث اضطراب كبير في أسعار خام غرب تكساس الوسيط.
في هذا الإطار، ذكر روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن العوامل الداعمة لصعود الأسعار اتسعت مع صدور القرار بوقف عمليات تسليم الديزل الروسي ما أدى إلى رفع الأسعار في عديد من الأسواق الرئيسة خاصة في أوروبا، لافتا إلى توقع بنك سيتي جروب أن يصل الطلب المحلي على الديزل الروسي إلى ذروته في الأسابيع الثلاثة إلى الخمسة المقبلة.
ولفت إلى تأكيد “سيتي جروب” أيضا أنه إذا لم تكن هناك مساحة تخزين كافية في روسيا فقد تجد المصافي أنها مضطرة إلى الحد من معدلات المعالجة وهي حقيقة قد تؤدي في النهاية إلى كبح إنتاج النفط الخام. من جانبه، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، “إن صناعة النفط الخام تواجه تحديات واسعة بسبب نقص الاستثمارات الجديدة خاصة في الدول الصناعية الكبرى”، مبينا أن سياسات مكافحة الوقود التقليدي في الولايات المتحدة وأوروبا أدت بالفعل إلى انخفاض الاستثمار في المشاريع الجديدة. ونقل عن شركة “إكسون موبيل” تأكيدها أنه إذا لم يتم الحفاظ على مستوى معين من الاستثمار في صناعة النفط الخام فسينتهي الأمر إلى نقص العرض، موضحا أن خفض الطلب العالمي على الطاقة هو وحده الذي قد يؤدي إلى وضع تظل فيه الأسعار تحت السيطرة.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، “إن آفاق أسعار النفط الخام إيجابية وتميل إلى تحقيق مكاسب قياسية جديدة”، مبينا أن “مورجان ستانلي” يتفق مع عدد متزايد من المتنبئين الذين يتوقعون أن يتجاوز خام برنت 100 دولار للبرميل قبل نهاية العام مرة أخرى.
وذكر أن السوق النفطية ترصد قوة الطلب على النفط وسط جهود ضخمة من الحكومات الغربية للحد من الطلب على النفط وتقليل الحاجة إلى الإمدادات أيضا.
بدورها، أوضحت تيتي أولاور مدير التسويق في شركة سيتا النيجيرية لتجارة النفط، أن دعم الاستثمارات النفطية الجديدة محور اهتمام الصناعة، مشيرة إلى بيانات شركة ريستاد إنرجي التي تؤكد أن الاستثمار في النفط والغاز على نطاق عالمي لن ينمو إلا بشكل معتدل هذا العام إلى 579 مليار دولار ويقارن ذلك بمتوسط معدل استثمار سنوي قدره 521 مليار دولار للفترة بين 2015 و2022، بعد الذروة التي بلغها في 2014 التي بلغت 887 مليار دولار.
ولفتت إلى تأكيد إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج النفط من الولايات المتحدة قد انخفض ومن المقرر أن تنخفض رقعة النفط الصخري الزيتي في أكتوبر مقارنة بسبتمبر بعد أن كان من المتوقع أيضا أن يكون متوسط سبتمبر أقل من المتوسط لشهر أغسطس، ما أسهم في زيادة حالة ضيق المعروض النفطي العالمي.
وفيما يخص الأسعار، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتا إلى 92.97 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 58 سنتا إلى 89.45 دولار. وزاد النفط بأكثر من 10 في المائة في الأسابيع الثلاثة السابقة بفضل توقعات بعجز واسع في إمدادات الخام في الربع الأخير بعد أن مددت السعودية وروسيا تخفيضات إضافية في الإمدادات حتى نهاية العام.
وبحسب “رويترز”، قال توني سيكامور المحلل لدى “آي.جي ماركتس”، “بدأت أسعار النفط الخام الأسبوع على قدم وساق، حيث تواصل السوق استيعاب الحظر الروسي المؤقت على صادرات الديزل والبنزين، في سوق شحيحة بالفعل، تقابلها رسالة التشديد من مجلس الاحتياطي الاتحادي بأن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول”.
وانخفض كلا العقدين الأسبوع الماضي لينهيا سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أسابيع بعد أن أدى الموقف الأخير للاحتياطي الاتحادي إلى ارتباك القطاعات المالية العالمية وأثار مخاوف بشأن الطلب على النفط.
وفي الأسبوع الماضي، حظرت موسكو مؤقتا صادرات البنزين والديزل إلى معظم الدول من أجل تحقيق الاستقرار في السوق المحلية، ما أثار المخاوف من انخفاض إمدادات المنتجات خاصة زيت التدفئة مع قرب حلول فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
وفي الولايات المتحدة، انخفض عدد منصات النفط العاملة بمقدار ثمان إلى 507 الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى لها منذ فبراير 2022، على الرغم من ارتفاع الأسعار، حسبما أظهر تقرير أسبوعي أصدرته “بيكر هيوز” يوم الجمعة.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 95.73 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 95.01 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب عدة انخفاضات سابقة، وأن السلة تراجعت بنحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 96.87 دولار للبرميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version