استمرت العوامل الصعودية في التأثير في حركة أسعار النفط الخام في بداية تعاملات الأسبوع وسط مخاوف من نقص الإمدادات، حيث أدى انخفاض مخزونات النفط الخام واستمرار تخفيضات “أوبك+”، إلى ارتفاع أسعار النفط الذي لا يظهر أي علامات على التباطؤ.
وأدت إجراءات التحفيز الأخيرة التي اتخذتها الصين إلى زيادة المعنويات الصعودية، مع تزايد الآمال في أن بكين مستعدة لإعادة اقتصادها إلى المسار الصحيح.
وقال لـ «الاقتصادية»، محللون نفطيون “إن أسعار النفط تتجه إلى مواصلة مكاسب الأسبوع الماضي”، وسط توقعات بسوق أكثر تشددا وآمال في أن تؤدي أحدث إجراءات التحفيز التي اتخذتها الصين إلى تنشيط الاقتصاد.
واعتبر المحللون انخفاض المخزونات العالمية وسط تشديد السوق مع تخفيضات إنتاج “أوبك+” أدى إلى دعم أسعار النفط بقوة في الأسابيع الأخيرة، حيث حقق النفط أسبوعه الثالث على التوالي من المكاسب الأسبوعية مدعوما بتقرير الإنتاج الصناعي الأخير في الصين الذي أظهر نموا أسرع من المتوقع في أغسطس الماضي.
ولفت المحللون إلى حالة التفاؤل بشأن النفط، خاصة بعدما خفضت الصين نسبة الاحتياطي للبنوك للمرة الثانية هذا العام في خطوة لزيادة السيولة في النظام المصرفي.
في هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، “إن التوقعات الصعودية تهيمن بقوة على أسعار النفط الخام مع اقتراب بداية الربع الرابع من العام الذي من المرجح أن يشهد مستويات قياسية جديدة لمكاسب النفط الخام بعد تراجع واسع وملموس في العوامل الهبوطية في التأثير في الأسعار”.
ونقل عن تحليلات دولية ترى أن سياسة التحفيز الصينية والبيانات الاقتصادية الأمريكية المرنة وتخفيضات الإنتاج المستمرة هي في مقدمة العوامل الصعودية التي تدعم المكاسب الواسعة لسوق النفط الخام.
من جانبه، ذكر ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن آفاق الطلب العالمي على النفط الخام مبشرة حيث تتلقى توقعات الطلب على النفط على المدى القصير دفعة من تحسن البيانات الاقتصادية الأمريكية والصينية، مرجحا أن تظل سوق النفط ضيقة لفترة أطول وفي انتظار محفزات جديدة لرفع النفط إلى أرقام ثلاثية.
وأشار إلى تعزيز مديري المحافظ رهاناتهم الصعودية على النفط الخام في الأسبوعين الماضيين استجابة لتمديد تخفيضات الإمدادات الطوعية والقياسية من جانب السعودية وروسيا.
من ناحيته، أوضح ماثيو جونسون المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن سوق النفط الخام تتجه بخطى متسارعة نحو ضيق المعروض، لافتا إلى انخفاض المخزونات العالمية بشكل كبير عن المستويات المعتادة لهذا العام.
وأوضح أن خيارات الاعتماد على الاحتياطي النفطي الاستراتيجي تتضاءل بعد السحب القياسي منه في شهور سابقة، كما أن زيادة الإنتاج الأمريكي ليست حلا فوريا وتحتاج إلى بعض الوقت حتى تؤتي ثمار ضخ استثمارات جديدة في الصناعة.
بدورها، قالت تيتي أولاور مدير التسويق في شركة سيتا النيجيرية لتجارة النفط، “إن شركات التكرير الآسيوية تتوقع زيادة الإمدادات من فنزويلا وإيران مع احتمال قيام الولايات المتحدة برفع العقوبات ضد البلدين، على الرغم من أنه من غير المرجح أن تواجه أسعار النفط الصريحة ضغوطا هبوطية كبيرة”.
وأضافت “تساعد مشتريات الهند النشطة من الخام الروسي وواردات الصين الوفيرة من الخام الإيراني صناعة التكرير الآسيوية بأكملها في تايوان واليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية وسط عدم مواجهة أي مشكلات خطيرة في تأمين أحجامها التعاقدية الشهرية الكاملة من الموردين في الشرق الأوسط”.
وفيما يخص الأسعار، صعد النفط أمس مدعوما بتوقعات اتساع عجز المعروض، إضافة إلى تفاؤل بشأن تعافي الطلب في الصين، أكبر مستورد عالمي للخام.
وخلال التعاملات أمس، زادت العقود الآجلة لخام برنت خمسة سنتات أو 0.1 في المائة إلى 93.98 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 15 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 90.92 دولار للبرميل.
وارتفع الخامان لثالث أسبوع على التوالي ليلامسا أعلى مستوياتهما منذ نوفمبر بعدما مددت السعودية وروسيا تخفيضات الإنتاج حتى نهاية العام في إطار خطط مجموعة “أوبك+” ومع زيادة إنتاج المصافي الصينية مدعومة بهوامش تصدير قوية.
وقال محللون في “أيه.إن.زد” في مذكرة “إن نمو الطلب العالمي على النفط يتجه صوب تسجيل 2.1 مليون برميل يوميا وهو ما يتفق مع توقعات منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك”.
ويترقب التجار قرارات سياسة نقدية لبنوك مركزية، منها مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع بخصوص رفع الفائدة.
ويؤدي وقف رفع أسعار الفائدة الأمريكية إلى ضعف الدولار، ما يجعل السلع الأولية المقومة بالعملة الأمريكية مثل النفط أقل ثمنا لحائزي العملات الأخرى. من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 96.87 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 95.70 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق خامس ارتفاع له على التوالي، وأن السلة ارتفعت بنحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 92.84 دولار للبرميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version