استمرت تقلبات أسعار النفط الخام، وسط دعم واسع من خفض إنتاج تحالف “أوبك +” بقيادة السعودية وروسيا، وعودة الضغوط الهبوطية مع ظهور ارتفاع غير متوقع في المخزونات النفطية الأمريكية واستئناف العمل في الموانئ الليبية بعد تعطل بسبب الإعصار.
ويحافظ ارتفاع أسعار النفط على مزاج حذر بشكل عام، بالنظر إلى أن معظم الاقتصادات الكبرى مستوردة صافية للنفط، في حين أن التحركات البسيطة حول الدولار قد تتطلب أيضا بعض الانتظار والترقب قبل صدور مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون لا تزال الأسهم الصينية في حالتها الضعيفة إلى حد كبير، حيث يتطلع المستثمرون إلى بيانات الصين الاقتصادية، مؤكدين أن الزيادة المفاجئة الأخيرة في مخزونات الخام، التي أعلنها معد النفط الأمريكي كانت بمنزلة مثبط طفيف للقطاع، ولكن لا يزال هناك حالة سحب كثيف من المخزونات.
ونوهوا إلى أن التزام “أوبك” القوي بتوقعاتها المتفائلة للطلب العالمي على النفط في العام المقبل يوفر بعض التطمينات بشأن الاتجاه التصاعدي السائد في أسعار النفط منذ يوليو من هذا العام، كما تتطلع السوق إلى اختبار مستوى مائة دولار للبرميل قبل نهاية العام الجاري.
وفي هذا الإطار، يقول هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة إن الضغوط الهبوطية على أسعار النفط الخام ظهرت مجددا مع إعلان إدارة معلومات الطاقة عن زيادة المخزون بمقدار أربعة ملايين برميل للأسبوع المنتهي في 8 سبتمبر، وذلك مقارنة بسحب قدره 6.3 مليون برميل في الأسبوع السابق.
وأوضح أنه تم إجراء هذه السحوبات الكبيرة خلال موسم ذروة الطلب وهناك احتمال أن تتراجع عمليات سحب المخزونات حاليا أو ربما تنعكس مع انخفاض الطلب موسميا، لافتا إلى أنه في الوقت نفسه، بالنسبة للوقود، قدرت إدارة معلومات الطاقة زيادة في مخزونات البنزين وزيادة في نواتج التقطير المتوسطة.
من جانبه، يقول أندرو موريس، مدير شركة “بويري” الدولية للاستشارات، إن أسعار النفط بلغت أخيرا أعلى مستوياتها في عشرة أشهر مع تركيز المتداولين على العرض ومع القلق بشأن التباطؤ المحتمل في الطلب لدى بعض المستهلكين الكبار.
ونوه إلى أنه إضافة إلى قرارات خفض الإنتاج من السعودية وروسيا ساهم إغلاق محطات النفط في ليبيا وسط عاصفة في تعزيز المخاوف من نقص العرض، لافتا إلى أن توقعات الطلب الصاعد من جانب “أوبك” وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية بدأت تتحقق بانخفاض مخزونات النفط العالمية، وهو ما عزز توقعات السوق بشأن تقليص الإمدادات النفطية في المستقبل.
أما مفيد ماندرا، نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة فيرى أن سوق النفط تتسم بالمتغيرات المتلاحقة وصعوبة التنبؤ بمسار وحركة الأسعار، منوها إلى توقع وكالة الطاقة الدولية أن تزداد تقلبات أسعار النفط نتيجة لتخفيضات إمدادات “أوبك +” الأخيرة.
من جانبها، أوضحت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية، أنه لا يزال الطلب العالمي على النفط في طريقه للنمو بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في العام الجاري إلى 101.8 مليون برميل يوميا مدفوعا بتجدد الاستهلاك الصيني ووقود الطائرات والمواد الأولية البتروكيماوية.
وأضافت أن مخصصات النفط الخام دون المستوى الأمثل بعد الحظر على الخام والمنتجات الروسية وتخفيضات إمدادات النفط من “أوبك +”، وهو ما أبقى تشغيل المصافي الأوروبية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في آسيا أقل بكثير من مستويات العام السابق.
من ناحية أخرى، فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ بداية العام، إذ صعد خام برنت 1.74 دولار بما يعادل 1.88 في المائة إلى 93.62 دولار.
كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.57 دولار بما يعادل 1.8 في المائة إلى 89.09 دولار. ووصل هو الآخر إلى أعلى مستوى في عشرة أشهر عند 90.26 دولار.وكانت أسعار النفط الخام قد أنهت تعاملاتها، الأربعاء، على ارتفاع بأكثر من 1 في المائة مع صدور تقرير المخزون الأمريكي.
وتلقت أسعار النفط الخام دعما خلال التعاملات من الاحتمالات المتزايدة لتوقف السكك الحديدية في الولايات المتحدة وسط نزاع عمالي مستمر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version