أكد خبراء في بنك أوف أمريكا كورب، أن الأسهم الأمريكية لا تزال تواجه شبح التراجع نتيجة خطر الهبوط الحاد للنشاط الاقتصادي، رغم اقتراب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من إنهاء دورة زيادة أسعار الفائدة.
وقال المحلل ميشيل هارتنت إن علامات تباطؤ سوق العمل الأمريكية تمثل “إشارة قوية” على أن مجلس الاحتياطي سيتوقف عن رفع أسعار الفائدة مؤقتا، متوقعا مزيدا من إشارات الهبوط الاقتصادي الحاد.
وذكرت وكالة “بلومبيرج” للأنباء أن هارتنت توقع العام الماضي تراجع أسعار الأسهم، وصدق توقعه، ولا يزال يتوقع انخفاض الأسهم هذا العام رغم صعود مؤشر إس آند بي الأوسع نطاقا للأسهم الأمريكية بنسبة 17 في المائة منذ بداية العام.
وفي الوقت نفسه، أصبح المستثمرون أكثر ميلا إلى توقع اتجاه السياسة النقدية الأمريكية نحو الاعتدال في ضوء تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي.
ورغم ارتفاع مؤشر إس آند بي 500 خلال الأسبوعين الماضيين فإنه سجل خلال الشهر الماضي أول تراجع شهري منذ فبراير الماضي.
وفي الوقت نفسه، أشار تقرير بنك أوف أمريكا إلى أن صناديق الاستثمار في الأسهم سجلت خلال الأسبوع المنتهي يوم 30 أغسطس الماضي تدفقات نقدية بقيمة 10.3 مليار دولار، في حين جذبت صناديق النقد 6.5 مليار دولار وجذبت السندات 1.7 مليار دولار.
وسجلت صناديق الاستثمار في شركات التكنولوجيا تدفقات نقدية للأسبوع العاشر على التوالي، حيث جذبت 5.1 مليار دولار وهو الرقم الأكبر منذ مايو. وفتحت المؤشرات الرئيسة في وول ستريت على ارتفاع أمس بعد أن أظهر تقرير ارتفاع معدل البطالة في أغسطس وتباطؤ نمو الأجور، ما يعزز التوقعات بأن يتوقف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) عن رفع أسعار الفائدة.
وزاد مؤشر داو جونز الصناعي 154.33 نقطة أو 0.44 في المائة إلى 34876.24 نقطة.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 22.94 نقطة أو 0.51 في المائة إلى 4530.60 نقطة، في حين صعد مؤشر ناسداك المجمع 95.00 نقطة أو 0.68 في المائة إلى 14129.96 نقطة عند الفتح.
وفي أوروبا، استقرت الأسهم الأوروبية أمس مع معادلة الدعم الذي قدمته أسهم شركات الطاقة والتعدين لأثر الضغوط من أداء ضعيف لسهمي أوروبيس الألمانية لإنتاج النحاس بعد تحذير بشأن الأرباح، وفولكسفاجن إثر خفض لتوصية السهم.
وخلال التعاملات أمس، استقر مؤشر ستوكس600 الأوروبي عند 457.9 نقطة، لكنه حقق مكاسب للأسبوع الثاني.
وانخفض المؤشر داكس الألماني 0.2 في المائة مع هبوط سهم أوروبيس 18 في المائة بعد أن قالت أكبر شركة لإنتاج النحاس في أوروبا إنها لن تحقق الأرباح التي توقعتها للعام بأكمله، بحسب “رويترز”.
لكن أسهم قطاع التعدين ارتفعت 0.7 في المائة بعد رصد زيادة في معظم أسعار المعادن الأساسية.
وزادت أسهم قطاع النفط والغاز 1.6 في المائة مع صعود أسعار الخام بسبب شح الإمدادات والتوقعات بأن يمدد تحالف “أوبك+” تخفيضات الإنتاج حتى نهاية العام.
وتراجع سهم فولكسفاجن 2.5 في المائة بعد أن خفض بنك يو.بي.إس توصياته لسهم شركة صناعة السيارات الألمانية إلى “بيع” من “محايد”.
آسيويا، أنهى مؤشر توبكس الياباني تعاملات أمس عند أعلى مستوى في 33 عاما، إذ حقق مكاسب كبيرة مع سعي المستثمرين لاقتناص صفقات رابحة واقتناء أسهم مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، في حين قاد المكاسب سهم مجموعة سوني وأسهم القطاع المالي.
وصعد توبكس 0.76 في المائة إلى 2349.75 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ يوليو 1990.
وتقدم المؤشر 3.7 في المائة خلال الأسبوع، وهي أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ الأسبوع المنتهي في السابع من أكتوبر 2022.
وارتفع المؤشر نيكاي 0.28 في المائة إلى 32710.62 نقطة، وسجل مكسبا أسبوعيا 3.44 في المائة.
كان نيكاي قد سجل في يونيو أعلى مستوى له منذ 33 عاما بدعم طلب قوي من المستثمرين الأجانب على الأسهم ذات الثقل، لكنهم توقفوا عن الشراء في الآونة الأخيرة، إذ أظهرت بيانات نزوح تدفقات أجنبية من الأسهم اليابانية لأسبوعين متتاليين.
وقفز سهم مجموعة سوني لصناعة الألعاب والمعدات الصوتية 3.21 في المائة ليقدم أكبر دعم للمؤشر توبكس، وتلاه سهم مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية الذي ارتفع 1.7 في المائة.
وجاء هذا الارتفاع في أعقاب انتعاش نيكاي من أدنى مستوى له في شهرين الذي سجله في منتصف أغسطس.
وتقدمت جميع المؤشرات القطاعية البالغ عددها 33 في بورصة طوكيو باستثناء واحد، كان في صدارتها مؤشر أسهم شركات استكشاف الطاقة الذي ارتفع 3.2 في المائة.
إلى ذلك، ارتفعت أسهم شركة سامسونج إلكترونيكس بنسبة 6.1 في المائة أمس وسط تكهنات بأن الشركة الكورية الجنوبية العملاقة فازت بحق التنافس مع شركة إس كيه هاينكس لتوريد رقاقات ذاكرة متطورة لشركة نفيديا كورب الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال خبراء في مجموعة سيتي جروب للخدمات المالية في تقرير إن سامسونج، وهي أكبر شركة إلكترونيات في العالم، ستبدأ من الربع الأخير من العام الجاري في توريد رقاقات الذاكرة من الجيل الأحدث “إتش.بي.إم 3” المجهزة للتعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى شركة نفيديا.
وارتفع سهم سامسونج بأعلى وتيرة له منذ يناير 2021.
يذكر أن هاينكس هي أكبر شركة في العالم لتصنيع رقاقات الذاكرة “إتش.بي.إم 3″، التي يعدها الخبراء مثالية لاحتياجات تطبيقات الذكاء الاصطناعي الشرهة لقدرات تخزين البيانات.
وذكرت سامسونج أنها تعتزم طرح رقاقة جديدة من فئة “إتش.بي.إم” في وقت لاحق خلال العام الجاري.
وتراجع سهم هاينكس بنسبة 1.2 في المائة بعد ارتفاعه في مستهل تعاملات البورصة أمس.
من جهة أخرى، قالت شركة زامب المالكة لعلامة برجر كينج التجارية في البرازيل إن مساهميها رفضوا اقتراحا بإدراج تكتيك “الحبة السامة” في لوائحها الداخلية.
والحبة السامة هي استراتيجية دفاعية تلجأ إليها الشركات لمواجهة محاولات الاستحواذ العدائية بالسماح للمساهمين بشراء أسهم إضافية بخصم كبير.
وأضافت زامب أن الاقتراح الذي من شأنه تطبيق الحبة السامة، إضافة إلى الحد من القوة التصويتية للمساهم الواحد إلى 15 في المائة، تم رفضه بنسبة 57.5 في المائة من الأصوات.
عربيا، أغلقت سوقا الأسهم في الإمارات على تباين أمس، إذ تراجع المؤشر الرئيس في أبوظبي فيما ارتفع المؤشر الرئيس في دبي.
وزاد المؤشر الرئيس في دبي 0.2 في المائة ليبلغ 4090 نقطة بدعم من مكاسب أسهم المؤسسات المالية وشركات المرافق، بينما تراجع مؤشر أبوظبي 0.2 في المائة إلى 9787 نقطة.
وقفز سهم بنك الإمارات دبي الوطني 2.1 في المائة، بينما صعد سهم هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) 1.2 في المائة، ما دعم مؤشر دبي.
بينما قاد تراجع سهم العالمية القابضة 0.5 في المائة ونزول سهم ألفا ظبي القابضة الذراع الاستثمارية للعالمية القابضة 0.8 في المائة، إلى هبوط مؤشر أبوظبي.
لكن سهم الدار العقارية، أكبر شركات التطوير العقاري في أبوظبي، صعد 1.2 في المائة بعد إعلان وحدتها في مصر الـ6 من أكتوبر للتنمية والاستثمار (سوديك) خططا للتوسع بإنشاء فندقين للعلامة التجارية نوبو ومطاعم ووحدات سكنية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version