خاص

في عالم يزداد تعقيدًا وتطورًا على المستوى الاقتصادي، يعتبر شراء منزل خطوة استثمارية مهمة وقرارًا حيويًا في حياة الفرد. كما أن تحقيق حلم العيش في منزل الأحلام يتطلب ليس فقط إصرارًا وتصميمًا لبلوغه، ولكن أيضًا خطة استراتيجية تفصيلية.

وبالتالي التخطيط لشراء منزل ليس مجرد عملية إدارية، بل هو استثمار في مستقبل مالي مستدام وجودة حياة مستمرة به.

وتعتبر خطوات التخطيط لشراء منزل فرصة لفهم السوق العقارية وضبط نظرة الفرد لتحقيق توازن مثالي بين الرغبات الشخصية والواقع المالي.

ومن التفكير في الموقع المثالي إلى تحديد الميزانية المالية المناسبة، يتطلب التخطيط لشراء منزل دراسة دقيقة واستعدادًا لتحديات مالية وتفاصيل قانونية.

وفي هذا السياق، يحدد مختصون في القطاع العقاري مجموعة من الخطوات المهمة لاستكشاف رحلة التخطيط لشراء منزل، بدءًا من تحديد الاحتياجات وصولاً إلى التفاوض على العقد، ومزيد من التفاصيل الحيوية التي يتعين أخذها في الاعتبار، فضلاً عن نصائح مفيدة لتجنب العثرات الشائعة.

فهم تلك العمليات واتباع خطوات مدروسة يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق حلم الانتقال إلى منزلك الخاص.

اختيار المنزل

البداية مع اختيار المنزل، وذلك من خلال تحديد الاحتياجات والرغبات (الأساسية والاختيارية). على سبيل المثال، عدد الغرف والمسافة من العمل أو المدارس، والمرافق المحيطة وإلى ذلك، ثم الخطوات التالية على النحو التالي:

  • تحديد الميزانية: يتم تحديد الميزانية بحسب قدرة الفرد على دفع المبلغ الشهري للتمويل العقاري أو الأقساط. يتعين أن يضع الفرد في الاعتبار ألا يقترض أكثر مما يمكنه سداده بشكل مريح.
  • الموقع: البحث عن المناطق التي تلبي احتياجات الفرد وتتناسب مع ميزانيته.
  • استخدام وكيل عقاري.
  • فحص حالة المنزل (وقد يكون من الجيد استئجار فني تقييم عقاري).
  • البحث القانوني والإداري للتحقق من الوثائق القانونية.
  • التحقق من الضرائب والرسوم.
  • التفاوض بشأن السعر.
  • التمويل (تحديد نوع التمويل المناسب والتحقق منه).
  • التأمين.

معايير أساسية

وفي ضوء ذلك، قال المعماري والخبير العقاري، عبد المجيد جادو، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن هناك بعض الشروط والمعايير الأساسية التي يتعين مراعاتها عند اختيار العقار المناسب، ومن بينها (اختيار العقار المطابق للشروط والمواصفات البنائية، والتأكد أن العقار ليس عليه أي نوع من المخالفات أو النزاعات القضائية).

فضلا عن التعرف إلى قيمة العقار التسويقية: التأكد من سعر العقار مقارنة بالعقارات المشابهة له في المنطقة نفسها التي تم بيعها، مع مراجعة وكيفية انتقال الملكية: لابد من مراجعة انتقال الملكية من البائع وبحث الأوراق جيداً.

في البداية، يجب عليك تحديد احتياجاتك ورغباتك بعناية، فهذا يساعدك في تحديد مواصفات المنزل المثالي، ثم، قم بإجراء بحث وتحقيق مكثفين حول الأسواق العقارية المحلية لفهم الأسعار والتوقعات.

حدد ميزانيتك بعناية، مع مراعاة التكاليف الإضافية مثل رسوم الإغلاق، ليكون لديك إرشاد محدد للاختيارات. واستشر خبراء العقار والتمويل للحصول على رؤى قيمة حول الفرص والتحديات المحتملة.

ونظرًا لأهمية المستقبل، قم بتحديد خططك المستقبلية للتأكد من أن المنزل يلبي احتياجاتك المستقبلية.  كما يجب أن تكون مستعدًا للمفاجآت، فلا تتردد في تقييم البنية التحتية للمنطقة والاستعانة بطرف ثالث لفحص المنزل.

عوامل الأمن والسلامة

وفي ذات السياق، قال الخبير العقاري، محمد بدير، في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن أول المعايير التي يتعين على المشتري البحث عنها عند شراء العقار هي الأمن والسلامة. وتتمثل في أن يكون العقار في منطقة آمنة غير معرض للبراكين والزلازل أو الفيضانات والسيول أو مشكلات ونزاعات.. إلخ.

وأكد أيضاً أنه لابد أن يكون العقار مبنيا على تربة صالحة غير مهددة بالانهيار وبالإضافة إلى مكونات وعناصر المنشأ لابد أن تكون سليمة وغير آيلة للسقوط تحت أي ظروف.

وأضاف الخبير العقاري، أنه يجب مراعاة بعض الأمور المهمة الأخرى عند شراء واختيار العقار، هي اختيار المنطقة المناسبة التي يقع بها العقار، مشيراً إلى أنه يجب أن يتوافر بها جميع الخدمات وسبل العيش، مثل الطرق الجيدة والمواصلات المؤدية إليه والكهرباء والمياه والصرف الصحي.

وشدد على أن من معايير اختيار المنزل أيضاً أن يكون سعره ومساحته وسعته مناسبة لإمكانيات المشتري، كذلك أن يكون العقار صحيا؛ بمعني أن تتوافر به مساحات للتهوية ومساحته تسع جميع أفراد العائلة، محذراً من شراء العقارات القريبة من المناطق الصناعية التي تحتوي على أتربة وأبخرة سامة ومياه غير صالحة للشرب.

الاستثمار

وعادة ما تتفوق العقارات على كثير من الأصول، لا سيما مع اعتبارها مخزن قيمة، ووسيلة رئيسية – مثل الذهب- من وسائل التحوط الأكثر شيوعاً.

وبناء عليه فإنه في فترات عدم اليقين الاقتصادي، مثل تلك التي يشهدها الاقتصاد العالمي، عادة ما يبحث المستثمرون (بمختلف مستوياتهم) عن وحدات ملائمة للاستثمار فيها وضخ أموالهم، سواء بهدف إعادة البيع أو التأجير أو حتى السكن.

وطبقاً لبيانات “سلفز” المتخصصة في الاستشارات العقارية، فإن قيمة العقارات الإجمالية في العالم 379.7 تريليون دولار في 2022، بارتفاع نسبة 18.7 بالمئة مقارنة بالمتوسط على مدى السنوات الثلاث الماضية. ووصف التقرير العقارات بأنها أكبر مخزن للعملات، حتى وإن انخفضت.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version