شهد مؤتمر التعدين الدولي في نسخته الرابعة، الذي تستضيفه الرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الكشف عن 4 إعلانات إستراتيجية تمثل خطوة نوعية نحو تعزيز مكانة المملكة وجهة عالمية رائدة في قطاع التعدين والمعادن، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد الوطني، وتعزيز مكانة المملكة مركزاً عالمياً لصناعة المعادن.
وأعلنت شركتا «أرامكو السعودية» و«معادن» عن إطلاق مشروع مشترك جديد يهدف إلى استكشاف المعادن الحرجة اللازمة لانتقال الطاقة، ويعكس هذا المشروع شراكة إستراتيجية تجمع بين الخبرات المتميزة لكلتا الشركتين، حيث توفر «أرامكو» بيانات جيولوجية وجيوفيزيائية وتقنيات رقمية متقدمة، وتضيف «معادن» خبراتها الطويلة في مجالات الاستكشاف والتطوير والتشغيل.
ويستهدف المشروع تسريع استغلال الموارد المعدنية في المملكة، وتعزيز قدرتها على دعم سلاسل الإمداد العالمية من المعادن الحرجة اللازمة لعملية تحول الطاقة.
كما أعلنت شركة «معادن» عن اكتشافات جديدة تبرز الإمكانات الهائلة التي يزخر بها قطاع التعدين في المملكة، حيث شملت هذه الاكتشافات توسعة محتملة لمنجم منصورة ومسرة بعد تأكيد وجود ذهب عالي التركيز على عمق 220 متراً، مع إمكانية تطوير منجم تحت الأرض، إضافة إلى ذلك، أعلنت الشركة عن اكتشافين جديدين في مواقع وادي الجوّ ورواسب شيبان، ما يعزز من فرص التعدين المستقبلي، مؤكدةً توسعها في استكشاف مناطق جديدة، ما يعزز مكانة المملكة وجهة رائدة للاستثمار في قطاع التعدين.
وفي إطار تعزيز صناعة الحديد والصلب، أعلنت شركة «حديد» التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، عن استحواذها الكامل على شركة «الراجحي للصناعات الحديدية»، مع إطلاق خطة طموحة تشمل استثمارات بقيمة 25 مليار ريال لزيادة الإنتاج لتلبية احتياجات المشاريع العملاقة في المملكة، كما تسعى الشركة إلى تطوير سلسلة القيمة من خلال إنتاج 10 ملايين طن لتلبية الطلب المحلي.
وعلى صعيد متصل، أعلنت شركة «باوستيل» الصينية عن بناء أول مصنع متكامل للصلب خارج الصين بالتعاون مع «أرامكو السعودية» وصندوق الاستثمارات العامة، ويتميز هذا المشروع بإنتاج 1.5 مليون طن سنوياً من الألواح الفولاذية، ما يجعله المشروع الأول من نوعه في المنطقة، ويعكس في الوقت ذاته التعاون الاقتصادي المتين بين المملكة والصين.
وفي هذا الشأن، قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد بن صالح المديفر: إن هذه الخطوات الإستراتيجية تحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتعكس التزام المملكة بتعزيز مكانتها كمركز عالمي لقطاع التعدين والمعادن، إذ أطلقنا مشاريع مبتكرة في مجال استكشاف المعادن الحرجة الضرورية لتحولات الطاقة، ووسعنا نطاق أعمال الاستكشاف لتشمل مناطق جديدة ذات إمكانات واعدة.
وأكد المديفر أن المملكة شهدت استثمارات ضخمة لتعزيز سلاسل القيمة المحلية، وتوطين الصناعات المعدنية، وبناء شراكات عالمية تسهم في تلبية الطلب المتزايد على المعادن، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، ويدعم التحول العالمي نحو الاستدامة والتنمية الشاملة.
يذكر أن النسخة الرابعة لمؤتمر التعدين الدولي، انطلقت أمس في الرياض، بحضور قياسي تجاوز 20 ألف مشارك من 170 دولة، وبمشاركة 250 متحدثاً في أكثر من 70 جلسة، لاستعراض أحدث التطورات في القطاع، ومناقشة التحديات والفرص المستقبلية، مع التركيز على تعزيز التعاون الدولي واستدامة قطاع التعدين لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية عالمياً.