حذَّر ضيوف البرنامج الثقافي بمعرض جدة للكتاب 2024 من تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع، خلال ندوة فكرية استثنائية حملت عنواناً مثيراً للتأمل: «الذكاء الاصطناعي ومستقبل الكتاب»، تحدث خلالها الدكتور أنس الغامدي، وأدارها محمد باسلامة.

وافتتح باسلامة الندوة بإثارة تساؤلات عميقة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الكتاب، بقوله: «هل سيكون الذكاء الاصطناعي شريكاً يعزز الإبداع؟ أم منافساً يهدد القيم الإنسانية للنصوص الأدبية؟» مشيراً إلى المحاور الرئيسية للندوة التي تضمنت: دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الكتابة والنشر، وتأثيره على الإبداع الأدبي والقيمة الإنسانية للكتب، فضلاً عن التحديات الأخلاقية والقانونية المتعلقة بملكية النصوص المنتجة، بجانب استخدام الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة لتعزيز الابتكار بدلاً من منافسته.

التحدي بين الإبداع الإنساني والذكاء الاصطناعي

وأكد الدكتور أنس الغامدي، أن الذكاء الاصطناعي بات جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية في المجالات الفنية، والأدبية، والثقافية، محذراً: «إنْ لم نستخدمه، فسيستخدمه غيرنا». لكنه تساءل: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يبلغ مستوى الأصالة والإبداع الإنساني؟ مجيباً بأن ذلك غير ممكن بسبب افتقار الآلة للتجارب الإنسانية التي تغذي العمل الإبداعي.

التكنولوجيا وصناعة الكتاب

تطرق الغامدي لدور الذكاء الاصطناعي في تعزيز أعمال دور النشر من خلال تحسين التسويق، والإنتاج، والبيع. لكنه شدد على أن ترجمة النصوص بواسطة الآلة لا تزال تعاني من فجوات عاطفية، قائلاً: «عندما تقرأ نصاً مترجماً بواسطة الآلة، تشعر بإحساس المترجم لا الكاتب».

بين التكنولوجيا والإبداع

ركزت الندوة على استكشاف كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تعيد تشكيل تجربة الكتابة والنشر، مع تأكيد ضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة داعمة للإبداع البشري. كما ناقشت التحديات الأخلاقية والمهنية المتعلقة بملكية النصوص المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع طرح رؤى مبتكرة لتوظيف هذه التقنية في تحقيق مستقبل مستدام يجمع بين الإبداع الإنساني والابتكار التكنولوجي.

وحملت الندوة رسالة محورية مفادها أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للإبداع الإنساني، لكنه أداة يمكنها إثراء هذا الإبداع إذا أُحسن استخدامها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version