يطلق مدير عام فرع وزارة الإعلام بمنطة مكة المكرمة عبدالخالق الزهراني، اليوم (الثلاثاء)، المعرض التشكيلي المشترك للفنانين خالد بايونس وعبدالله القثامي في أحد فنادق مكة المكرمة، وبإشراف الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» في مكة المكرمة، بحضور نخبة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين بالفن التشكيلي. ويأتي المعرض بوصفه لقاء بصرياً بين تجربتين تتقاطعان في الانشغال بالمكان والإنسان والذاكرة، وتختلفان في الأسلوب والمعالجة ضمن رؤية معاصرة تستلهم الأصالة والتراث السعودي.

يضم المعرض مجموعة من الأعمال التي تعكس تنوع الرؤى الفنية، ويقدم كل فنان مقاربته الخاصة للطبيعة والإنسان مستنداً إلى بيئة محلية حاضرة في الوعي البصري لكنها تقدم بلغة اختزالية وتعبيرية بعيدة عن المباشرة، ويشكل هذا التنوع مساحة حوار بين اللون والملمس وبين التجريد والتعبير وبين الذاكرة والمشهد الآني.

في أعمال خالد بايونس، تحضر الطبيعة بوصفها حالة شعورية أكثر من كونها منظراً وصفياً، إذ تعتمد لوحاته على تبسيط الكتل وبناء المساحات اللونية الهادئة وتتجاور درجات الأخضر والبني والبيج في تكوينات تستحضر الغابة والوادي وظلال الأشجار دون الوقوع في التفاصيل المباشرة، الأشجار في أعماله تبدو كإيقاع بصري يوحي بالسكينة والعمق وتتحول الكتلة النباتية إلى رمز للمكان والهدوء الداخلي، مما يمنح اللوحة بعداً تأملياً ويترك للمتلقي مساحة واسعة لاستكمال المشهد وفق إحساسه الخاص.

أما أعمال عبدالله القثامي، فتتجه نحو الإنسان بوصفه ذاكرة قائمة بذاتها فتظهر الشخوص في تكوينات عمودية مجردة الملامح لكنها مشبعة بالحضور والدلالة، فالوجه الغائب لا يلغي الهوية بل يوسع معناها لتشمل الجماعة والانتماء. ويوظف القثامي الأزرق والبرتقالي والألوان الترابية في حوار لوني يعكس البعد الروحي والإنساني ويمنح اللوحة توتراً بصرياً متوازناً بين الثبات والحركة وبين الأرض والروح.

يجمع المعرض بين تجربتين مختلفتين في الأسلوب متفقتين في الجوهر، ويقدم التراث السعودي بوصفه إحساساً وذاكرة جمعية قابلة لإعادة القراءة والتأويل بعيداً عن المباشرة والتكرار، ويؤكد هذا اللقاء التشكيلي أن الفن السعودي المعاصر قادر على ملامسة المكان والإنسان بلغة بصرية ناضجة تحترم الجذور وتنفتح في الوقت ذاته على آفاق التعبير الحديث. ويستمر المعرض عدة أيام متيحاً للزوار فرصة التفاعل مع تجربة فنية تعكس ثراء المشهد التشكيلي السعودي وتنوع مساراته.

شاركها.
اترك تعليقاً

© 2025 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version