عُرِف الدكتور عبدالرحمن عبدالعزيز التويجري بعلاقته الوطيدة بعالم المال والأعمال، والاستشارات الاقتصادية، وربما لم يتوقع أصدقاؤه ومحبوه وأهله وذووه أن يصافحهم وهو على مشارف العقد السابع من عمره، بسيرة أدبية حوت تجربة «تكنوقراطية» فريدة من نوعها، وكُتبت بصياغة درامية، فيها من السرد حبكته، ومن المواقف نصاعتها، ومن الأحداث ما يبهج وما يُحزن، فيما حرر المفتون بالاقتصاد ذاكرةً اختزنت الكثير من متغيرات فرضت نفسها حيناً، وتم اختيارها في بعض الأحايين، ليغدو شاهداً على مرحلةً حيويّة من مراحل تنمية وطن وإنسان، ويمد المكتبة العربية بهذه الرحلة المُغرية بالتأمل والقابلة للقراءة والاستكشاف والإفادة من مصبٍ منبعه عذب.

دوَّن التويجري في كتابه «مسرى العمر.. سيرة في دروب الاقتصاد» قصة حياته منذ ولادته، إلى يوم انتهائه من كتابة سطور مسرى يومياته، وبرغم ثراء وفتنة ما كتب إلا أنه يعدها سيرةً عادية ليس فيها عجائب ولا معجزات. ووصف ابن المجمعة حكايته بأنها حكاية مواطن من جيل نشأ في هذا الوطن في فترة زمنية تعاقبت فيها مراحل التطوُّر السريع، بما فيها فُرص التعليم، سواء داخل المملكة أو خارجها، وأتاحت للعديد من أبنائه مواصلة تعليمهم، وتحقيق طموحاتهم، ما وفّر لهم حياة كريمة في وطنهم.

وأوضح التويجري أن فضل تعزيز شخصيته، وبناء وجدانه، وفتح أفق وعيه، وتمكينه من الاعتماد على نفسه، يعود إلى أنه نشأ في أسرة متحابة ودودة شجعته على الاعتماد على نفسه، والسعي إلى اغتنام فرص التعليم المتاحة، وملاحقة أهدافه الطموحة أولاً بأوّل ودون توانٍ.

وأكد أنه كتب السيرة لأولاده، ولمن يَتفضَّلُ بقراءتها علّهم يجدون فيها ما يُثير اهتمامهم، ويلفت نظرهم مما تتضمن سيرة ومسيرة إنسان وجد أمامه في وطنه، وبدعم من ولاة أمره، فرصة لتحقيق ما يصبو إليه ويتمناه، ومَلَكَ العزيمة والإرادة لإدراك ذلك.

وعن دوافع كتابة هذه السيرة، قال التويجري في مقدمة كتابه: «شعرتُ بأنَّ ذاكرتي ستخونني يومًا ما، وربما لا تتاح لي فرصة استعادة ما يملأ ذهني اليوم من الفرح، والحزن، والانتصارات، والهزائم»، ولذلك سجل أحداث مسار حياته وشعوره نحوها، وكيف كان، وما الطرق التي سلكها ليصل إلى ما هو عليه.

وأضاف في المقدمة: «أنا مدين لعدد من الأقرباء والأصدقاء الذين شجعوني على كتابة هذا الكتاب، وألحّوا عليَّ لأقوم بذلك لظنهم الحسن في شخصي، واعتقادهم بأنّ لديَّ شيئًا مفيدًا من الممكن أن أقوله، فلهم خالص الشكر والتقدير، ولكل من تفضَّل بقراءة الكتاب، وآمل أن يجدوا فيه ما يفيد».

وثمّن جهد صديقيه الدكتور جواد الدخيّل والناشر محمد السيف على مراجعتهما لما كتب، ولما أبدياه من ملاحظات قيّمة، وتوجيهات كان لها أثر إيجابي في خروج هذه النسخة من الكتاب في صورتها النهائية.

يذكر أن التويجري رأس مجلس إدارة «هيئة السوق المالية السعودية» بمرتبة وزير بين 2008 و2013 وعضو في مجلس إدارة عدد من الشركات الاقتصادية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version