أثارت إجابة الشاعر إبراهيم زولي عن سؤال «عكاظ» حول رفض مبادرة «مئة كتاب» طباعة مجموعته الشعرية الأخيرة، تساؤلات عدة، فالشاعر تقدم للمبادرة بمجموعة شعرية ناجزة وهو نجم من نجوم القصيدة الحديثة، فإذا بالمشرف على المبادرة الدكتور عبدالله السفياني يعتذر له؛ بحجة أن الديوان قصائد نثر ولجنة التحكيم ربما لا تستسيغ هذا الشكل من الكتابة، ليسأله زولي: هل لجنة التحكيم ذات ميول واتجاه واحد؟ وكيف يعتذر ومعظم الأندية الأدبية، وهي مؤسسات ثقافية تدعمها الدولة طبعت مثل هذه الأعمال، فرد قائلاً: لو عندك ديوان تفعيلة، أو تستطيع كتابة ديوان خلال الفترة القادمة سنطبعه، ليفاجأ زولي لاحقاً أن المشروع الذي تشرف عليه مؤسسة «أدب» طبع مجموعات تنتمي لقصيدة النثر.

علي مكي يغرّد بالتساؤلات المشروعة

تبنى الزميل علي مكي فكرة لفت انتباه وزارة الثقافة، وهيئة الأدب والنشر والترجمة إلى تناقضات المشرف على مبادرة مئة كتاب، وعدّ مكي موقف السفياني غريباً وهو رئيس مؤسسة «أدب»، إذ يرفض رئيسها نشر كتاب ضمن مبادرة 100 كتاب؛ بحجة أن مضمون الديوان قصيدة نثر! وأضاف، الغريب أن السفياني ناقض نفسه بهذا التبرير الذي ينقضه نشر المؤسسة أكثر من كتاب كلها قصائد نثر! وهذا يعني أنه لا توجد لجنة تجيز النشر من عدمه، وقال: يبدو أن رئيس أدب هو المتحكم في كل شيء من قبل ومن بعد، وبعث رسالة تضامنية مع الشاعر زولي، بأن منجزه أكبر مما يتصوره الآخرون.

ردود فعل المغردين تُسائل «أدب» عن حيثيات قرارها

من المؤكد أن مبادرة أدب الشراكية مع صندوق التنمية الثقافية أعادت نظر المغردين للتساؤل عن المبادرة، كيف تمّت؟ وبكم مُوّلت؟ ولماذا لم يتم الإفصاح عن الشراكة بكامل بنود الاتفاقية؟ ولماذا لم يزح النقاب عن مبلغ التمويل؟ وغيرها من أسئلة ورتوتة ودعم للشاعر إبراهيم زولي استمر طيلة يومي السبت والأحد الماضيين على منصة (X).

مبادرة صندوق الثقافة مصروفة من المال العام

تساءل الإعلامي عبدالله وافية عن الممول لمبادرة مئة كتاب، وقال: صندوق الثقافة يدعم المبادرات من المال العام، وفي زمن الحوكمة لا مناص من الشفافية، لتعريف المثقفين بحجم ما تبذله الدولة من مبالغ لخدمة نتاجهم، وتطلّع لأن يوضح السفياني ملابسات هذه الإشكالية للخروج من الحرج، لافتاً إلى حق المبدع في الإنصاف، مؤكداً أن غياب المعلومة يوقع في التخرصات.

السفياني يحاول تدارك الموقف بعرض مرفوض

أوضح الشاعر إبراهيم زولي أن المشرف على مؤسسة أدب الدكتور عبدالله السفياني هاتفه مساء نشر الزميل علي مكي للتغريدة، وعرض عليه بعث «الديوان» سريعاً لنشره وعرضه في معرض كتاب الرياض، ليبدي زولي رفضه المطلق لهذا الالتفاف الذي أراد به السفياني الرد على تساؤلات مكي والمغردين باحتواء زولي في صفه بهذا الإغراء المتأخر عن وقته، وقال زولي: «إذا كنت ستأتي متأخراً، فالأولى ألا تأتي».

نبيل زارع: الأندية خدمت الأدباء ومبادرات هدفها مادي

علّق عضو أدبي جدة السابق نبيل حاتم زارع على الجدل الدائر حول مبادرة مئة كتاب، بأن غاية بعض المبادرات «ربحي» بخلاف الأندية الأدبية التي خدمت المجتمع الثقافي والمهتمين من خلال طباعة الإصدارات، وأبرزت مبدعين كثراً انتشرت أعمالهم في كل الوطن العربي، واستفاد من نتاج أعمالهم الباحثون علمياً، ولفت إلى عدالة نظام الأندية بشموله لكل الفئات دون تحديد فئة معينة، وإخضاع الأعمال لتحكيم اللجان المتخصصة التي تقر المناسب للطباعة وفق أنظمة ولوائح مقننة ومعتمدة تضمن جودة الطباعة واختيار دار النشر المميزة لضمان التوزيع؛ لأن الهدف هو الانتشار وليس فقط مجرد الاحتفال وتسليط الأضواء. وعدّ هدف بعض المبادرات المردود المادي والإعلامي لأصحابها دون التيقن من جودة المضمون، إضافة إلى محدودية الانتشار، وانعدام الاستدامة التي تؤمّن آلية الرجوع للإصدار والاستفادة منه، كون الأندية الأدبية حفظت الإصدارات باعتبارها «كنزاً»، بينما المبادارات ربما ليس لديها آلية لحفظ ما تصدره أو أرشفته بطريقة تعين الباحثين على الوصول إليها بحال رغبتهم. وأضاف: هناك فرق بين عمل مؤسسي منظم يقوم عليه مختصون تلتقي آراؤهم العلمية في مصلحة معرفية وبين أحادية القرار لأجل اعتبارات أخرى.

السفياني يستلم الاستفسار ويختار «الصمت»

التزم رئيس مؤسسة أدب الدكتور عبدالله السفياني «الصمت» رغم استلامه استفسارات «عكاظ» عن إشكالية الاعتذار عن طباعة عمل الشاعر إبراهيم زولي، منذ أربعة أيام، وسألنا السفياني: هل عاد ليتصل بزولي طالباً منه بعث المجموعة سريعاً؛ لطباعتها؟ وماذا عن بنود ومحتوى اتفاق الشراكة مع صندوق التنمية الثقافية؟ وعن سبب المفاضلة المالية بين المؤلفين الذين أسهموا في مبادرة مئة كتاب؟ وعن إمكانية الإفصاح عن عقد المبادرة مع الصندوق الثقافي؟ ولم يردنا أي ردّ إلى هذه الساعة.

استفسارات «عكاظ» بين يدي مسؤولي الصندوق الثقافي

بعثنا عدداً من المحاور على إيميل صندوق الثقافة، وسننتظر الردّ أو التعليق على الحدث.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version