بقلم: يورونيوز

نشرت في

حذر توماس سوسلي، قائد الجيش السويسري المنتهية ولايته ، من أن روسيا تستعد لتصعيد أوسع ضد الغرب خلال السنوات المقبلة، مشيرًا إلى أن التحذيرات تأتي على خلفية التحولات الكبيرة في طبيعة الصراعات الحديثة.

وفي مقابلة مع صحيفة Neue Zürcher Zeitung، أكد سوسلي أن وزراء الدفاع ورؤساء الجيوش الأوروبيين يتوقعون أن موسكو قد تسعى لتوسيع الحرب اعتبارًا من عام 2028، موضحًا أن هذه التصريحات ليست “نبوءات بل تحذيرات”.

وقال إن روسيا تسعى لتكون قوة عظم مرة أخرى، وتسعى إلى زعزعة استقرار أوروبا عبر الهجمات الهجينة، والطائرات المسيرة، والتخريب، وحملات التضليل واسعة النطاق.

وأضاف أن هناك احتمالًا لوقوع هجمات روسية داخل سويسرا، مشيرًا إلى أن أكثر من 80 روسيًا مرتبطين بالاستخبارات الروسية يعيشون حاليًا في البلاد، وأنه رغم عدم رصد أي أعمال تخريب محلية، فقد تم توثيق أكثر من 60 حالة تخريب روسية في أنحاء أوروبا.

وحذر سوسلي من أن الجيش السويسري غير مستعد لهجوم واسع النطاق، مؤكدًا أنه في حالة الطوارئ يمكن تجهيز ثلث الجنود فقط بشكل كامل. وقال: “يجب ألا يُسمح للجمهور والسياسيين بالاعتقاد بأن الجيش قادر على الدفاع عن البلاد إذا لم يكن كذلك”.

كما رفض فكرة أن الحياد وحده يكفي لحماية سويسرا، مشددًا على أن “الحياد لا قيمة له إلا إذا كان يمكن الدفاع عنه بالأسلحة”، مستشهدًا بتاريخ عدة دول محايدة دخلت الحروب رغم عدم تسليحها.

وأوضح أن طبيعة الحرب قد تحوّلت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، من التركيز على الهجمات الإلكترونية عام 2019، إلى التهديدات البيولوجية أثناء جائحة كورونا، وصولًا إلى الهجمات البرية والجوية خلال الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، مؤكدًا أن التحضير الأمني يجب أن يشمل جميع الأبعاد في الوقت نفسه، مع مراعاة نقاط الضعف المحتملة.

وتعهدت سويسرا بزيادة إنفاقها الدفاعي بشكل تدريجي ليصل إلى نحو 1% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2032، مقابل حوالي 0.7% في الوقت الراهن، وهو مستوى يظل أدنى بكثير من نسبة 5% التي اتفقت دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) على اعتمادها كهدف للإنفاق الدفاعي.

وفي سياق متصل، حذر خبراء عسكريون من أن أوروبا تواجه تهديدات نتيجة النفوذ العسكري الروسي، مشيرين إلى أن الحرب الهجينة تشمل التخريب والتضليل والطائرات المسيرة، وأن الحلفاء الأوروبيين غير مستعدين لأي صراع محتمل خلال السنوات القادمة، رغم رفع ميزانيات الدفاع وزيادة الإنفاق العسكري.

وأكد الخبراء ضرورة الاستثمار العاجل في القوات المسلحة والبنية التحتية والدفاع المدني لضمان القدرة على الاستجابة للطوارئ.

وحذر الجنرال الفرنسي فابيان ماندون من احتمال قبول الدول الأوروبية لخسائر بشرية مستقبلية لحماية هويتها وسيادتها.

شاركها.
اترك تعليقاً

© 2025 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version