في ليلة استثنائية امتزجت فيها مشاعر الفرح الرياضي بدموع الأمل والفرج، سطر منتخبا فلسطين وسورية ملحمة كروية قادتهما معاً إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العرب فيفا قطر 2025. يأتي هذا الإنجاز الرياضي ليعكس روح الإصرار والتحدي، متزامناً مع تحولات كبرى تعيشها المنطقة، حيث يحتفل الشارع السوري بعهد جديد عقب سقوط النظام السابق، بينما يتنفس الفلسطينيون الصعداء مع توقف الحرب على غزة، لتكون كرة القدم بمثابة البلسم الذي يداوي جراح السنوات العجاف.

تعادل بطعم الفوز في المدينة التعليمية

على أرضية استاد المدينة التعليمية المونديالي، خاض المنتخبان الشقيقان مواجهة تكتيكية حذرة في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الأولى. ورغم أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، إلا أن النتيجة كانت كافية لتحقيق المراد لكلا الطرفين. قدم الفريقان أداءً متوسط المستوى غلب عليه الحذر الدفاعي والرغبة في تأمين نقطة التأهل، ليرفع كل منهما رصيده إلى 5 نقاط. وبفضل فارق الأهداف، اعتلى المنتخب الفلسطيني صدارة المجموعة، تاركاً الوصافة لشقيقه السوري، ليعلنا سوياً استمرار رحلتهما في البطولة وسط احتفالات جماهيرية عارمة في المدرجات وخلف الشاشات.

انتصار تونسي لم يشفع للتأهل

في التوقيت ذاته، وعلى استاد البيت، قدم المنتخب التونسي عرضاً قوياً أمام نظيره القطري (المستضيف)، محققاً فوزاً عريضاً بثلاثة أهداف دون رد. افتتح محمد بن رمضان التسجيل لنسور قرطاج في الدقيقة 16، وعزز ياسين مرياح النتيجة في الدقيقة 62، قبل أن يختتم محمد بن علي الثلاثية في الوقت بدل الضائع (90+4). وشهدت المباراة دراما تحكيمية تمثلت في طرد اللاعب التونسي سيف الدين الجزيري بالبطاقة الحمراء في الدقيقة 65. ورغم هذا الفوز الكبير ووصول تونس للنقطة الرابعة، إلا أن حسابات المجموعة كانت قاسية، حيث ودع نسور قرطاج البطولة من الباب الضيق باحتلالهم المركز الثالث، بينما تجرع المنتخب القطري مرارة الخسارة الثانية ليتذيل المجموعة بنقطة يتيمة ويغادر البطولة مبكراً.

دلالات التأهل وأبعاده المعنوية

يحمل تأهل “الفدائي” و”نسور قاسيون” دلالات تتجاوز حدود المستطيل الأخضر. فعلى الصعيد المعنوي، يمثل هذا الصعود رسالة صمود قوية للعالم، تؤكد أن الرياضة في هذين البلدين قادرة على النهوض رغم الركام والأزمات. تاريخياً، لطالما كانت بطولة كأس العرب منصة تجمع الشعوب العربية، وفي نسخة 2025 بقطر، اكتسبت البطولة بعداً إنسانياً عميقاً، حيث تحولت مباريات هذه المجموعة تحديداً إلى تظاهرة تضامنية تعكس وحدة المصير.

إن وصول فلسطين وسورية إلى دور الثمانية لا يعد مجرد إنجاز رياضي، بل هو انتصار للإرادة، وفرحة مستحقة لشعبين عانيا طويلاً، ليجدا في كرة القدم مساحة للفرح والأمل بمستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً.

The post تأهل فلسطين وسورية لربع نهائي كأس العرب 2025 وإقصاء تونس appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً

© 2025 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version