أثار الحديث عن إمكانية إصدار النجمة اللبنانية أليسا لنسخة بصوتها من رائعة الفنانة الراحلة وردة الجزائرية «لعبة الأيام» جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية، مما طرح تساؤلات عديدة حول الأسباب الحقيقية التي قد تدفع «ملكة الإحساس» للتردد أو التراجع عن هذه الخطوة. العنوان الذي يطرح نفسه بقوة: هل منع الخوف أليسا من خوض هذه التجربة؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب النظر إلى الموضوع من زوايا فنية وتاريخية متعددة تتجاوز مجرد فكرة تسجيل أغنية.
العلاقة الخاصة بين أليسا وإرث وردة الجزائرية
من المعروف للكافة أن أليسا تمتلك شغفاً كبيراً بأغاني الزمن الجميل، وتحديداً أرشيف الفنانة الكبيرة وردة. سبق لأليسا أن حققت نجاحات ساحقة عند إعادة تقديم أغنية «لولا الملامة» و«وحشتوني»، حيث استطاعت أن تضفي بصمتها الرومانسية الخاصة دون المساس بهيبة اللحن الأصلي. هذا التاريخ الناجح يضعها دائماً تحت مجهر المقارنة، وهو ما يفسر أن أي تردد في طرح «لعبة الأيام» ليس نابعاً من قلة الثقة، بل من حجم المسؤولية الفنية الملقاة على عاتقها للحفاظ على هذا المستوى من التميز.
ثقل «لعبة الأيام» في الميزان الموسيقي
تعتبر أغنية «لعبة الأيام» واحدة من أيقونات الموسيقى العربية، وهي من ألحان الموسيقار العبقري بليغ حمدي وكلمات علي مهدي. تتميز هذه الأغنية بجمل لحنية مركبة وتحولات مقامية تتطلب قدرات صوتية خاصة وحساً درامياً عالياً في الأداء. إن التعامل مع ألحان بليغ حمدي تحديداً يمثل تحدياً لأي مطرب معاصر، حيث أن «الخوف» هنا يمكن تفسيره على أنه «رهبة الفنان» واحترامه لقدسية العمل الأصلي، ورغبته في تقديمه بشكل يليق بتاريخه وتاريخ صاحبته.
الذكاء الفني وحسابات السوق
في عالم صناعة الموسيقى اليوم، لا تتخذ القرارات بناءً على العاطفة فقط. تُعرف أليسا بذكائها الحاد في إدارة مسيرتها الفنية واختيار التوقيت المناسب لكل إصدار. قد يكون التراجع أو التأجيل نابعاً من رؤية تسويقية أو رغبة في التركيز على إنتاجها الخاص من الأغاني الجديدة التي تعبر عن هويتها المعاصرة، بدلاً من الاعتماد الكلي على تجديد التراث. إن الخوف من «تكرار الذات» أو حصرها في خانة إعادة التوزيع قد يكون دافعاً أقوى من الخوف من الأداء الصوتي.
التأثير المتوقع والمخاطرة المحسوبة
إن إصدار أغنية بحجم «لعبة الأيام» بصوت نجمة صف أول مثل أليسا هو حدث فني بحد ذاته، سيخلق بلا شك انقساماً بين مؤيد ومعارض، كما يحدث مع كل عملية إحياء للتراث. يدرك الفنانون الكبار أن المساس بالكلاسيكيات هو «لعبة» خطرة؛ فإما أن ترفع الفنان إلى مصاف الأساطير إذا أجاد، أو تعرضه لانتقادات لاذعة إذا قصر. لذلك، فإن أي تردد من جانب أليسا يُحسب لها كدليل على النضج الفني والوعي بقيمة ما تقدمه لجمهورها العريض في الوطن العربي.
The post أليسا ولعبة الأيام: أسرار التراجع عن غناء رائعة وردة appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

