لم يكن مفاجئاً أن تعود إسرائيل إلى مرحلة الاغتيالات السرية في أتون حربها الانتقامية على غزة، إذ أعلنت من قبل بشكل واضح، أن قادة حماس في الداخل والخارج أهداف لها، ومن ثم، فإن عملية تصفية الرجل الثاني في الحركة الفلسطينية، كان أمراً متوقعاً، لكن اللافت أنه تم خلال اجتماع موسع لقيادات من حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما يشير إلى حدوث اختراق أمني واستخباراتي.
وليس مستبعداً أن يكون إخفاق جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه حتى الآن من الحرب على القطاع المنكوب، هو الدافع وراء اللجوء إلى «سيناريو الاغتيالات»، فضلاً عن وجود خلافات ظاهرة للعيان بين أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي بشأن المدى الزمني للحرب، وماذا بعد أن تضع أوزارها ؟
ثمة اتفاق على أن ما جرى يمثل تصعيداً خطيراً للصراع في الشرق الأوسط، باعتبار أنه مثل خرقاً للخطوط الحمراء وتجاوزاً لقواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله، ومن ثم فإن الحزب بات مضطراً إلى الرد على هذه العملية، سواء من خلال مقاتليه، أو بإطلاق يد عناصر حماس المتواجدة في لبنان.
وإذا كان بالإمكان القول، إن ما بعد اغتيال العاروري ليس كما قبله، فإن هذا التطور ستكون له تداعياته إن آجلاً أو عاجلاً على مسار الحرب في غزة خلال المرحلة القادمة.