أوضح تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي، أنه لا يبدو أن هناك نهاية في الأفق لارتفاع أسعار النفط الحالي أو للمحفزات الصعودية التي تقوده، حيث يجتمع تناقص العرض مع العودة الواضحة لنمو الطلب الصيني.
وسلط التقرير الضوء على استمرار الارتفاع في أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي، مدعوما إلى حد كبير بسلسلة من بيانات الاقتصاد الكلي الإيجابية في الصين، حيث نما إنتاج الصناعات التحويلية ومبيعات التجزئة بنسبة 4.5 في المائة إلى 4.6 في المائة، على أساس سنوي وهو ما يتجاوز توقعات المحللين بوضوح.
ومع وصول تشغيل مصافي التكرير الصينية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في أغسطس عند 15.23 مليون برميل يوميا، تحولت الصين من عامل هبوطي ضعيف الأداء إلى أكبر اتجاه صعودي لأسعار النفط، ما أدى إلى زيادة التفاؤل بشأن الطلب رغم معاناة كل من أوروبا والولايات المتحدة من أجل صيانة المصافي، بحسب التقرير.
ونوه بتكرار “أوبك” توقعاتها المتفائلة للعام المقبل، حيث أكدت “أوبك” وجهة نظرها المتفائلة للطلب على النفط لـ2024 حيث يشهد ارتفاعا بمقدار 2.25 مليون برميل يوميا، مشيرة إلى حدوث انتعاش اقتصادي أسرع في الاقتصادات الكبرى رغم ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع التضخم، ومع توقعات بنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 2.6 في المائة العام المقبل.
واهتم التقرير بإعادة ليبيا فتح أبوابها عقب العاصفة المدمرة، بعد أن اجتاح إعصار “دانيال” المناطق الشرقية في ليبيا، وخلف آلاف القتلى والمفقودين، حيث أغلقت محطات تصدير النفط الخام الأربع عدة أيام -البريقة، ورأس لانوف، والسدر، والزويتينة- ثم عادت مرة أخرى بحلول يوم الأربعاء واستأنفت عمليات التحميل.
من جهة أخرى، أوضح تقرير “ريج زون” النفطي الدولي، أن النفط ارتفع للأسبوع الثالث على التوالي، مع استمرار تضييق السوق على خلفية تخفيضات الإنتاج لتحالف “أوبك +” بقيادة السعودية وروسيا.
وأشار التقرير الذي صدر أمس، إلى استقرار خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 91 دولارا للبرميل في ختام تعاملات الأسبوع وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر الماضي، لافتا إلى أن السوق ستشهد عجزا حتى نهاية العام الجاري، ما ساعد على ارتفاع الأسعار بنحو 3.7 في المائة، عن إغلاق الجمعة الماضي.
وأوضح أنه على جانب الطلب أصبحت الصورة أكثر إشراقا بفضل مؤشرات على أن الولايات المتحدة قد تكون قادرة على تجنب الركود، في حين فاقت البيانات الواردة من الصين تقديرات الاقتصاديين، ما يشير إلى أن أسوأ مراحل الانكماش الاقتصادي قد مرت.
وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في عشرة أشهر في ختام تعاملات الأسبوع، وسجلت ثالث مكاسب أسبوعية على التوالي، مع شح الإمدادات إلى جانب التفاؤل بشأن الطلب الصيني على زيادة ‏النفط الخام.
وبحسب التقرير، ربح برنت والخام الأمريكي 4 في المائة على أساس أسبوعي، لتسير أسعار النفط على طريق تحقيق أكبر زيادة فصلية لها منذ ‏اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية في الربع الأول من عام 2022.‏
وأضاف التقرير أن “حالة تضييق السوق تنعكس أيضا على ارتفاع أسعار الوقود، حيث وصل سعر الديزل إلى مستوى قياسي موسمي في نيويورك، وأن سعر النفط الخام قفز أكثر من 30 في المائة، منذ منتصف يونيو الماضي، وأصبحت توقعات المحللين بوصول سعر البرميل إلى 100 دولار أكثر ترجيحا”.
وأبرز تأكيد شركة النفط الحكومية الليبية أنه لم يحدث أي انقطاع في إنتاج النفط الخام في أعقاب عاصفة تسببت في فيضانات مميتة وتسببت في مقتل ما لا يقل عن 5500 شخص في ليبيا، مفيدا بأن موانئ تصدير النفط في الشرق الليبي لم تتضرر من العاصفة وتعمل بشكل طبيعي.
وذكر أن ليبيا كانت قد أغلقت موانئ التصدير في الشرق خلال العاصفة ثم أعادت فتحها بحلول الثلاثاء الماضي، حيث أكدت المؤسسة الوطنية للنفط بعد ذلك أن إنتاج النفط يبلغ 1.2 مليون برميل يوميا.
ونقل التقرير عن شركة “إيني” الإيطالية تأكيدها أن الفيضانات لم تؤثر في عملياتها في ليبيا، حيث أدت الأمطار الغزيرة الناجمة عن عاصفة البحر الأبيض المتوسط “دانيال” إلى انهيار سدين، ما أدى إلى تدمير مدينة درنة الساحلية في شمال شرق ليبيا.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في عشرة أشهر في ختام تعاملات ‏الجمعة وسجلت ثالث مكاسب أسبوعية على التوالي.‏
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتا، أو 0.3 في المائة ليغلق على 93.93 دولار ‏للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 61 ‏سنتا، أو 0.7 في المائة لتغلق على 90.77 دولار للبرميل.
وتم تداول كلا العقدين عند ‏أعلى مستوياتهما خلال عشرة أشهر يوم الثلاثاء للجلسة الخامسة على التوالي، وربحا ‏نحو 4 في المائة على أساس أسبوعي.‏
وقالت فيونا سينكوتا، المحللة في “سيتي إندكس”، “إن المخاوف بشأن الإمدادات لا ‏تزال تشكل قوة دافعة للأسعار”، مضيفة أن “بيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة التي جاءت أفضل ‏من المتوقع في الصين عززت أسعار النفط هذا الأسبوع، حيث تعد الظروف ‏الاقتصادية في البلاد حاسمة للطلب على النفط لبقية العام”.‏
وأظهرت بيانات الجمعة أن معالجة مصافي النفط الصينية ارتفعت بنحو 20 في المائة ‏عن العام السابق حيث حافظت المعالجات على معدلات تشغيل مرتفعة للاستفادة من ‏الطلب العالمي المرتفع على المنتجات النفطية.‏
وقال بيتر ماكنالي، المحلل في شركة ثيرد بريدج، “إن التوقعات بتراجع إنتاج النفط ‏الأمريكي عززت الأسعار أيضا في الأسابيع الأخيرة”، مشيرا إلى أن “نمو العرض من الولايات المتحدة يبدو محدودا، حيث قام ‏المنتجون بتخفيض نشاط الحفر بنسبة 20 في المائة تقريبا عن ذروة العام الماضي”.‏

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version